responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 80

من ملء الأرض من المغترّين»و قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«الكيّس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت و الأحمق من أتبع نفسه هواها و تمنّى على اللّه»و كل ما ورد في فضل العلم و ذم الجهل فهو دليل على ذم الغرور.لأن الغرور عبارة عن بعض أنواع الجهل،إذ الجهل هو أن يعتقد الشيء و يراه على خلاف ما هو به ،و الغرور هو جهل،إلا أن كل جهل ليس بغرور.بل يستدعى الغرور مغرورا فيه مخصوصا،و مغرورا به و هو الذي يغره.فمهما كان المجهول المعتقد شيئا يوافق الهوى،و كان السبب الموجب للجهل شبهة و مخيلة فاسدة يظن أنها دليل و لا تكون دليلا ،سمى الجهل الحاصل به غرورا .فالغرور هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى،و يميل إليه الطبع،عن شبهة و خدعة من الشيطان.فمن اعتقد أنه على خير،إما في العاجل أو في الآجل،عن شبهة فاسدة،فهو مغرور.و أكثر الناس يظنون بأنفسهم الخير و هم مخطئون فيه.فأكثر الناس إذا مغرورون و إن اختلفت أصناف غرورهم، و اختلف درجاتهم،حتى كان غرور بعضهم أظهر و أشد من بعض،و أظهرها و أشدها غرور الكفار،و غرور العصاة و الفساق،فنورد لهما أمثلة لحقيقة الغرور

المثال الأول:غرور الكفار.

فمنهم من غرته الحياة الدنيا،و منهم من غره باللّه الغرور أما الذين غرتهم الحياة الدنيا،فهم الذين قالوا.النقد0 خير من النسيئة،و الدنيا نقد،و الآخرة نسيئة،فهي إذا خير،فلا بد من إيثارها.و قالوا.اليقين خير من الشك،و لذّات الدنيا يقين،و لذّات الآخرة شك،فلا نترك اليقين بالشك.و هذه أقيسة فاسدة،تشبه قياس إبليس حيث قال أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِين ٍ [1]و إلى هؤلاء الإشارة بقوله تعالى أُولٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا بِالْآخِرَةِ فَلاٰ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذٰابُ وَ لاٰ هُمْ يُنْصَرُونَ [2].و علاج هذا الغرور إما بتصديق الإيمان،و إما بالبرهان.

أما التصديق بمجرد الإيمان فهو أن يصدق اللّه تعالى في قوله مٰا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ مٰا عِنْدَ اللّٰهِ بٰاقٍ [3]و في قوله عز و جل وَ مٰا عِنْدَ اللّٰهِ خَيْرٌ [4]و قوله وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقىٰ [5]


[1] ص:76

[2] البقرة:86

[3] النحل:96

[4] القصص:60

[5] الأعلى:17

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست