responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 79

و مجاريه،و تفصيل ما يكثر وقوع الغرور فيه،ليحذره المريد بعد معرفته فيتقيه.فالموفق من العباد من عرف مداخل الآفات و الفساد،فأخذ منها حذره،و بني على الحزم و البصيرة أمره.و نحن نشرح أجناس مجاري الغرور،و أصناف المغترين من القضاة و العلماء و الصالحين الذين اغتروا بمبادئ الأمور الجميلة ظواهرها،القبيحة سرائرها.و نشير إلى وجه اغترارهم بها،و غفلتهم عنها،فإن ذلك و إن كان أكثر مما يحصى،و لكن يمكن التنبيه على أمثلة تغني عن الاستقصاء.و فرق المغترين كثيرة،و لكن يجمعهم أربعة أصناف:

الصنف الأول من العلماء.الصنف الثاني من العبّاد.الصنف الثالث من المتصوفة الصنف الرابع من أرباب الأموال .و المغتر من كل صنف فرق كثيرة.و جهات غرورهم مختلفة.فمنهم من رأى المنكر معروفا.كالذي يتخذ المساجد و يزخرفها من المال الحرام و منهم من لم يميز بين ما يسعى فيه لنفسه و بين ما يسعى فيه للّٰه تعالى،كالواعظ الذي غرضه القبول و الجاه و منهم من يترك الأهم و يشتغل بغيره و منهم من يترك الفرض و يشتغل بالنافلة.و منهم من يترك اللباب و يشتغل بالقشر،كالذي يكون همه في الصلاة مقصورا على تصحيح مخارج الحروف.إلى غير ذلك من مداخل لا تتضح إلا بتفصيل الفرق و ضرب الأمثلة و لنبدأ أولا بذكر غرور العلماء،و لكن بعد بيان ذم الغرور،و بيان حقيقته و حدّه

بيان
ذم الغرور و حقيقته و أمثلته

اعلم أن قوله تعالى فَلاٰ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيٰاةُ الدُّنْيٰا وَ لاٰ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللّٰهِ الْغَرُورُ [1]و قوله تعالى وَ لٰكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَ تَرَبَّصْتُم ْ وَ ارْتَبْتُمْ وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمٰانِي ُّ [2]الآية،كاف في ذم الغرور.و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]«حبَّذا نوم الأكياس و فطرهم كيف يغبنون سهر الحمقى و اجتهادهم و لمثقال ذرّة من صاحب تقوى و يقين أفضل


[1] لقمان:33

[2] الحديد:14

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست