responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 78

>كتاب ذمّ الغرور< و هو الكتاب العاشر من ربع المهلكات من كتب إحياء علوم الدين >بسم اللّه الرحمن الرحيم< الحمد للّٰه الذي بيده مقاليد الأمور ،و بقدرته مفاتيح الخيرات و الشرور .مخرج أوليائه من الظلمات إلى النور،و مورد أعدائه ورطات الغرور.و الصلاة على محمد مخرج الخلائق من الديجور.و على آله و أصحابه الذين لم تغرهم الحياة الدنيا و لم يغرهم باللّه الغرور،صلاة تتوالى على ممر الدهور،و مكرّ الساعات و الشهور أما بعد،فمفتاح السعادة التيقظ و الفطنة،و منبع الشقاوة الغرور و الغفلة.فلا نعمة للّٰه على عباده أعظم من الإيمان و المعرفة ،و لا وسيلة إليه سوى انشراح الصدر بنور البصيرة و لا نقمة أعظم من الكفر و المعصية،و لا داعي إليهما سوى عمى القلب بظلمة الجهالة.

فالأكياس و أرباب البصائر قلوبهم كَمِشْكٰاةٍ فِيهٰا مِصْبٰاحٌ الْمِصْبٰاحُ فِي زُجٰاجَةٍ،الزُّجٰاجَةُ كَأَنَّهٰا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبٰارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاٰ شَرْقِيَّةٍ وَ لاٰ غَرْبِيَّةٍ يَكٰادُ زَيْتُهٰا يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نٰارٌ نُورٌ عَلىٰ نُورٍ [1]و المغترون قلوبهم كَظُلُمٰاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ،يَغْشٰاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحٰابٌ،ظُلُمٰاتٌ بَعْضُهٰا فَوْقَ بَعْضٍ،إِذٰا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرٰاهٰا.وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُوراً فَمٰا لَهُ مِنْ نُورٍ [2].

فالأكياس هم الذين أراد اللّه أن يهديهم،فشرح صدورهم للإسلام و الهدى.و المغترون هم الذين أراد اللّه أن يضلهم،فجعل صدرهم ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء.و المغرور هو الذي لم تنفتح بصيرته ليكون بهداية نفسه كفيلا،و بقي في العمى فاتخذ الهوى قائدا و الشيطان دليلا، و من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلا.

و إذا عرف أن الغرور هو أم الشقاوات،و منبع المهلكات،فلا بد من شرح مداخله


[1] النور:35

[2] النور:40

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست