نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 11 صفحه : 78
>كتاب ذمّ الغرور< و هو الكتاب العاشر من ربع المهلكات من كتب إحياء علوم الدين >بسم اللّه الرحمن الرحيم< الحمد للّٰه الذي بيده مقاليد الأمور ،و بقدرته مفاتيح الخيرات و الشرور .مخرج أوليائه من الظلمات إلى النور،و مورد أعدائه ورطات الغرور.و الصلاة على محمد مخرج الخلائق من الديجور.و على آله و أصحابه الذين لم تغرهم الحياة الدنيا و لم يغرهم باللّه الغرور،صلاة تتوالى على ممر الدهور،و مكرّ الساعات و الشهور أما بعد،فمفتاح السعادة التيقظ و الفطنة،و منبع الشقاوة الغرور و الغفلة.فلا نعمة للّٰه على عباده أعظم من الإيمان و المعرفة ،و لا وسيلة إليه سوى انشراح الصدر بنور البصيرة و لا نقمة أعظم من الكفر و المعصية،و لا داعي إليهما سوى عمى القلب بظلمة الجهالة.
فالأكياس هم الذين أراد اللّه أن يهديهم،فشرح صدورهم للإسلام و الهدى.و المغترون هم الذين أراد اللّه أن يضلهم،فجعل صدرهم ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء.و المغرور هو الذي لم تنفتح بصيرته ليكون بهداية نفسه كفيلا،و بقي في العمى فاتخذ الهوى قائدا و الشيطان دليلا، و من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلا.
و إذا عرف أن الغرور هو أم الشقاوات،و منبع المهلكات،فلا بد من شرح مداخله