responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 74

قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن اللّه.ثم كيف يعجب بهم،و إنهم سيفترقون عنه إذا مات،فيدفن في قبره ذليلا مهينا وحده،لا يرافقه أهل و لا ولد،و لا قريب،و لا حميم،و لا عشير، فيسلمونه إلى البلى،و الحيات،و العقارب،و الديدان،و لا يغنون عنه شيئا،و هو في أحوج أوقاته إليهم.و كذلك يهربون منه يوم القيامة يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صٰاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ [1]الآية.فأي خير فيمن يفارقك في أشد أحوالك و يهرب منك،و كيف تعجب به و لا ينفعك في القبر،و القيامة،و على الصراط،إلا عملك و فضل اللّه تعالى فكيف تتكل على من لا ينفعك،و تنسى نعم من يملك نفعك و ضرك،و موتك و حياتك

السابع:العجب بالمال.

كما قال تعالى إخبارا عن صاحب الجنتين إذ قال أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مٰالاً وَ أَعَزُّ نَفَراً [2]و رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]رجلا غنيا جلس بجنبه فقير، فانقبض عنه و جمع ثيابه.فقال عليه السّلام«أ خشيت أن يعدو إليك فقره»و ذلك للعجب بالغنى و علاجه أن يتفكر في آفات المال،و كثرة حقوقه،و عظم غوائله.و ينظر إلى فضيلة الفقراء،و سبقهم إلى الجنة في القيامة،و إلى أن المال غاد و رائح و لا أصل له،و إلى أن في اليهود من يزيد عليه في المال،و إلى قوله عليه الصلاة و السلام[2]«بينما رجل يتبختر في حلّة له قد أعجبته نفسه إذ أمر اللّه الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة»أشار به إلى عقوبة إعجابه بماله و نفسه.و قال أبو ذر:كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،[3]فدخل المسجد فقال لي«يا أبا ذرّ ارفع رأسك»فرفعت رأسي فإذا رجل عليه ثياب جياد.ثم قال«ارفع رأسك»فرفعت رأسي فإذا رجل عليه ثياب خلقة.فقال لي«يا أبا ذرّ هذا عند اللّه خير من قراب الأرض مثل هذا » و جميع ما ذكرناه في كتاب الزهد،و كتاب ذم الدنيا،و كتاب ذم المال،يبين حقارة


[1] عبس:43

[2] الكهف:34

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست