responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 73

اعتمادا على طبيب حاذق،قريب،مشفق،من أب أو أخ أو غيره،و ذلك جهل.لأن سعى الطبيب و همته و حذقه،تنفع في إزالة بعض الأمراض لا في كلها.

فلا يجوز ترك الحمية مطلقا اعتمادا على مجرد الطلب.بل للطبيب أثر على الجملة.و لكن في الأمراض الخفيفة،و عند غلبة اعتدال المزاج.فهكذا ينبغي أن تفهم عناية الشفعاء من الأنبياء و الصلحاء،للأقارب و الأجانب،فإنه كذلك قطعا.و ذلك لا يزيل الخوف و الحذر و كيف يزيل و خير الخلق بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أصحابه ،و قد كانوا يتمنون أن يكونوا بهائم من خوف الآخرة ،مع كمال تقواهم،و حسن أعمالهم،و صفاء قلوبهم، و ما سمعوه من وعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم إياهم بالجنة خاصة،و سائر المسلمين بالشفاعة عامة.و لم يتكلوا عليه،و لم يفارق الخوف و الخشوع قلوبهم.فكيف يعجب بنفسه، و يتكل على الشفاعة،من ليس له مثل صحبتهم و سابقتهم!

الخامس:العجب بنسب السلاطين الظلمة و أعوانهم

،دون نسب الدين و العلم.و هذا غاية الجهل و علاجه أن يتفكر في مخازيهم،و ما جرى لهم من الظلم على عباد اللّه،و الفساد في دين اللّه،و أنهم الممقوتون عند اللّه تعالى.و لو نظر إلى صورهم في النار،و أنتانهم و أقذارهم،لاستنكف منهم،و لتبرأ من الانتساب إليهم،و لأنكر على من نسبه إليهم،استقذارا و استحقارا لهم و لو انكشف له ذلهم في القيامة،و قد تعلق الخصماء بهم،و الملائكة آخذون بنواصيهم ، يجرونهم على وجوههم إلى جهنم في مظالم العباد،لتبرأ إلى اللّه منهم،و لكان انتسابه إلى الكلب و الخنزير أحب إليه من الانتساب إليهم.فحق أولاد الظلمة إن عصمهم اللّه من ظلمهم،أن يشكروا اللّه تعالى على سلامة دينهم،و يستغفروا لآبائهم إن كانوا مسلمين فأما العجب بنسبهم فجهل محض.

السادس:العجب بكثرة العدد من الأولاد

،و الخدم،و الغلمان،و العشيرة،و الأقارب و الأنصار،و الأتباع.كما قال الكفار نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوٰالاً وَ أَوْلاٰداً [1]و كما قال المؤمنون يوم حنين،لا تغلب اليوم من قلة.و علاجه ما ذكرناه في الكبر.و هو أن يتفكر في ضعفه و ضعفهم،و أن كلهم عبيد عجزة،لا يملكون لأنفسهم ضرا و لا نفعا.و كم من فئة


[1] سبأ:35

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست