نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 11 صفحه : 71
و استعظام الخلق،و مذمة النفس.و لقد شرفوا بالطاعة،و العلم،و الخصال الحميدة،لا بالنسب فليتشرف بما شرفوا به.و قد ساواهم في النسب و شاركهم في القبائل من لم يؤمن باللّه و اليوم الآخر،و كانوا عند اللّه شرا من الكلاب،و أخس من الخنازير.و لذلك قال تعالى يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ إِنّٰا خَلَقْنٰاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثىٰ [1]أي لا تفاوت في أنسابكم لاجتماعكم في أصل واحد.ثم ذكر فائدة النسب فقال وَ جَعَلْنٰاكُمْ شُعُوباً وَ قَبٰائِلَ لِتَعٰارَفُوا [2]ثم بين أن الشرف بالتقوى لا بالنسب فقال إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُم ْ [3]و لما قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]من أكرم الناس؟من أكيس الناس؟لم يقل من ينتمي إلى نسبي و لكن قال«أكرمهم أكثرهم للموت ذكرا و أشدّهم له استعدادا»و إنما نزلت هذه الآية حين أذن بلال يوم الفتح على الكعبة،فقال الحارث بن هشام،و سهيل بن عمرو و خالد بن أسيد:هذا العبد الأسود يؤذن!فقال تعالى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ [4]و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم[2]«إنّ اللّه قد أذهب عنكم عيبة الجاهليّة »أي كبرها «كلّكم بنو آدم و آدم من تراب»و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم[3]«يا معشر قريش لا تأتي النّاس بالأعمال يوم القيامة و تأتون بالدّنيا تحملونها على رقابكم تقولون يا محمّد يا محمّد فأقول هكذا»أي أعرض عنكم.فبين أنهم إن مالوا إلى الدنيا لم ينفعهم نسب قريش.و لما نزل قول تعالى[4] وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [5]ناداهم بطنا بعد بطن ،حتى قال«يا فاطمة بنت محمّد يا صفيّة بنت عبد المطّلب عمّة رسول اللّه