responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 70

موسى عليه السّلام،فثقب اللّه تعالى تلك القطعة من الجبل بنقر هدهد ضعيف المنقار،حتى صارت في عنقه.و قد يتكل المؤمن أيضا على قوته،كما روى عن سليمان عليه السّلام أنه قال[1]:

لأطوفن الليلة على مائة امرأة.و لم يقل إن شاء اللّه تعالى.فحرم ما أراد من الولد .و كذلك قول داود عليه السّلام:إن ابتليتني صبرت .و كان إعجابا منه بالقوة،فلما ابتلى بالمرأة لم يصبر و يورث العجب بالقوة الهجوم في الحروب،و إلقاء النفس في التهلكة،و المبادرة إلى الضرب و القتل لكل من قصد بالسوء.و علاجه ما ذكرناه،و هو أن يعلم أن حمى يوم تضعف قوته ،و أنه إذا أعجب بها ربما سلبها اللّه تعالى بأدنى آفة يسلطها عليه

الثالث:العجب بالعقل و الكياسة

،و التفطن لدقائق الأمور من مصالح الدين و الدنيا و ثمرته الاستبداد بالرأي،و ترك المشورة،و استجهال الناس المخالفين له و لرأيه.و يخرج إلى قلة الإصغاء إلى أهل العلم،إعراضا عنهم بالاستغناء بالرأي و العقل،و استحقارا لهم و إهانة و علاجه أن يشكر اللّه تعالى على ما رزق من العقل،و يتفكر أنه بأدنى مرض يصيب دماغه كيف يوسوس و يجن،بحيث يضحك منه.فلا يأمن أن يسلب عقله إن أعجب به و لم يقم بشكره.و ليستقصر عقله و علمه،و ليعلم أنه ما أوتي من العلم إلا قليلا،و إن اتسع علمه.و أن ما جهله مما عرفه الناس أكثر مما عرفه،فكيف بما لم يعرفه الناس من علم اللّه تعالى!و أن يتهم عقله.و ينظر إلى الحمقى كيف يعجبون بعقولهم و يضحك الناس منهم.

فيحذر أن يكون منهم و هو لا يدرى،فإن القاصر العقل قط لا يعلم قصور عقله،فينبغي أن يعرف مقدار عقله من غيره لا من نفسه.و من أعدائه لا من أصدقائه،فإن من يداهنه يثنى عليه،فيزيده عجبا ،و هو لا يظن بنفسه إلا الخير،و لا يفطن لجهل نفسه فيزداد به عجبا.

الرابع:العجب بالنسب الشريف.

كعجب الهاشمية.حتى يظن بعضهم أنه ينجو بشرف نسبه و نجاة آبائه،و أنه مغفور له.و يتخيل بعضهم أن جميع الخلق له موال و عبيد.

و علاجه أن يعلم أنه مهما خالف آباءه في أفعالهم و أخلاقهم،و ظن أنه ملحق بهم،فقد جهل.و إن اقتدى بآبائه.فما كان من أخلاقهم العجب،بل الخوف و الإزراء على النفس،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست