responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 69

صلّى اللّه عليه و سلم لأصحابه و هم خير الناس[1]«ما منكم من أحد ينجيه عمله،قالوا و لا أنت يا رسول اللّه قال«و لا أنا إلاّ أن يتغمّدنى اللّه برحمته»و لقد كان أصحابه من بعده يتمنون أن يكونوا ترابا ،و تبنا،و طيرا ،مع صفاء أعمالهم و قلوبهم.فكيف يكون لذي بصيرة أن يعجب بعمله،أو يدل به.و لا يخاف على نفسه.فإذا هذا هو العلاج القامع لمادة العجب من القلب و مهما غلب ذلك على القلب،شغله خوف سلب هذه النعمة عن الإعجاب بها.بل هو ينظر إلى الكفار و الفساق و قد سلبوا نعمة الإيمان و الطاعة بغير ذنب أذنبوه من قبل،فيخاف من ذلك فيقول:إن من لا يبالي أن يحرم من غير جناية،و يعطى من غير وسيلة،لا يبالي أن يعود و يسترجع ما وهب،فكم من مؤمن قد ارتد و مطيع قد فسق و ختم له بسوء، و هذا لا يبقى معه عجب بحال.و اللّه تعالى أعلم

بيان
أقسام ما به العجب و تفصيل علاجه

اعلم أن العجب بالأسباب التي بها يتكبر كما ذكرناه.و قد يعجب بما لا يتكبر به،كعجبه بالرأي الخطأ الذي يزين له بجهله.فما به العجب ثمانية أقسام:

الأول:أن يعجب ببدنه في جماله

،و هيئته،و صحته،و قوته.و تناسب أشكاله،و حسن صورته،و حسن صوته.و بالجملة تفصيل خلقته.فيلتفت إلى جمال نفسه،و ينسى أنه نعمة من اللّه تعالى.و هو بعرضة الزوال في كل حال.و علاجه ما ذكرناه في الكبر بالجمال و هو التفكر في أقذار باطنه،و في أول أمره،و في آخره،و في الوجوه الجميلة و الأبدان الناعمة أنها كيف تمزقت في التراب.و أنتنت في القبور،حتى استقذرتها الطباع

الثاني:البطش و القوة

،كما حكى عن قوم عاد حين قالوا فيما أخبر اللّه عنهم مَنْ أَشَدُّ مِنّٰا قُوَّةً [1]و كما اتكل عوج على قوته و أعجب بها فاقتلع جبلا ليطبقه على عسكر


[1] فصلت:15

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست