responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 68

و الخوف من زوال النعمة.و من عرف هذا لم يتصور أن يعجب بعلمه و عمله،إذ يعلم أن ذلك من اللّه تعالى.و لذلك قال داود عليه السّلام:يا رب ما تأتي ليلة إلا و إنسان من آل داود قائم.و لا يأتي يوم إلا و إنسان من آل داود صائم.و في رواية،ما تمر ساعة من ليل أو نهار إلا و عابد من آل داود يعبدك،إما يصلّى و إما يصوم و إما يذكرك.فأوحى اللّه تعالى إليه يا داود،و من أين لهم ذلك؟إن ذلك لم يكن إلاّ بي.و لو لا عونى إياك ما قويت،و سأكلك إلى نفسك.قال ابن عباس:إنما أصاب داود ما أصاب من الذنب بعجبه بعمله،إذ أضافه إلى آل داود مدلا به،حتى و كل إلى نفسه،فأذنب ذنبا أورثه الحزن و الندم .و قال داود يا رب إن بني إسرائيل يسألونك بإبراهيم،و إسحاق،و يعقوب.فقال:إنى ابتليتهم فصبروا فقال يا رب و أنا إن ابتليتني صبرت.فأدل بالعمل قبل وقته.فقال اللّه تعالى:فإنى لم أخبرهم بأي شيء أبتليهم،و لا في أي شهر،و لا في أي يوم.و أنا مخبرك في سنتك هذه،و شهرك هذا،أبتليك غدا بامرأة.فاحذر نفسك.فوقع فيما وقع فيه .و كذلك لما اتكل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]يوم حنين على قوتهم و كثرتهم و نسوا فضل اللّه تعالى عليهم،و قالوا لا تغلب اليوم من قلة ،و كلوا إلى أنفسهم.فقال تعالى وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَ ضٰاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمٰا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ [1]و روى ابن عيينة أن أيوب عليه السّلام قال:إلهى إنك ابتليتني بهذا البلاء،و ما ورد على أمر إلا آثرت هواك على هواى.فنودي من غمامة بعشرة آلاف صوت يا أيوب،أنّى لك ذلك ؟أي من أين لك ذلك.قال:فأخذ رمادا و وضعه على رأسه و قال:

منك يا رب،منك يا رب.فرجع من نسيانه إلى إضافة ذلك إلى اللّه تعالى .و لهذا قال اللّه تعالى وَ لَوْ لاٰ فَضْلُ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ مٰا زَكىٰ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً [2]و قال النبي


[1] التوبة:25

[2] النور:20

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست