responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 64

و الإدلال وراء العجب،فلا مدل إلا و هو معجب.و رب معجب لا يدل.إذ العجب يحصل بالاستعظام و نسيان النعمة،دون توقع جزاء عليه.و الإدلال لا يتم إلا مع توقع جزاء فإن توقع إجابة دعوته،و استنكر ردها بباطنه،و تعجب منه،كان مدلا بعمله،لأنه لا يتعجب من رد دعاء الفاسق،و يتعجب من رد دعاء نفسه لذلك.فهذا هو العجب و الإدلال ، و هو من مقدمات الكبر و أسبابه ،و اللّه تعالى أعلم

بيان
علاج العجب على الجملة

اعلم أن علاج كل علة هو مقابلة سببها بضده.و علة العجب الجهل المحض،فعلاجه المعرفة المضادة لذلك الجهل،فقط.فلنفرض العجب بفعل داخل تحت اختيار العبد،كالعبادة و الصدقة،و الغزو،و سياسة الخلق و إصلاحهم،فإن العجب بهذا أغلب من العجب بالجمال و القوة،و النسب،و ما لا يدخل تحت اختياره،و لا يراه من نفسه فنقول الورع و التقوى و العبادة و العمل الذي به يعجب،إنما يعجب به من حيث إنه فيه، فهو محله و مجراه.أو من حيث إنه منه و بسببه،و بقدرته و قوته.فإن كان يعجب به من حيث إنه فيه،و هو محله و مجراه،يجرى فيه و عليه من جهة غيره،فهذا جهل.لأن المحل مسخر و مجرى لا مدخل له في الإيجاد و التحصيل،فكيف يعجب بما ليس إليه!و إن كان يعجب به من حيث إنه هو منه و إليه،و باختياره حصل،و بقدرته تم،فينبغي أن يتأمل في قدرته،و إرادته،و أعضائه،و سائر الأسباب التي بها يتم عمله أنها من أين كانت له، فإن كان جميع ذلك نعمة من اللّه عليه،من غير حق سبق له،و من غير وسيلة يدلي بها، فينبغي أن يكون إعجابه بجود اللّه و كرمه و فضله،إذ أفاض عليه ما لا يستحق،و آثره به على غيره من غير سابقة و وسيلة .فمهما برز الملك لغلمانه،و نظر إليهم،و خلع من جملتهم على واحد منهم ،لا لصفة فيه،و لا لوسيلة،و لا لجمال،و لا لخدمة،فينبغي أن يتعجب المنعم عليه من فضل الملك و حكمه،و إيثاره من غير استحقاق.و إعجابه بنفسه من أين و ما سببه.و لا ينبغي أن يعجب هو بنفسه.نعم يجوز أن يعجب العبد فيقول.الملك حكم عدل

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست