responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 63

على مدارسة العلم،و تابع سؤال أهل البصيرة،لكان ذلك يوصله إلى الحق.فهذا و أمثاله من آفات العجب.فلذلك كان من المهلكات.و من أعظم آفاته أن يفتر في السعي لظنه أنه قد فاز، و أنه قد استغنى.و هو الهلاك الصريح الذي لا شبهة فيه،نسأل اللّه تعالى العظيم حسن التوفيق لطاعته

بيان
حقيقة العجب و الإدلال و حدهما

اعلم أن العجب إنما يكون بوصف هو كمال لا محالة.و للعالم بكمال نفسه في علم،و عمل و مال،و غيره حالتان:إحداهما:أن يكون خائفا على زواله،و مشفقا على تكدره أو سلبه من أصله.فهذا ليس بمعجب.و الأخرى:أن لا يكون خائفا من زواله،لكن يكون فرحا به من حيث إنه نعمة من اللّه تعالى عليه،لا من حيث إضافته إلى نفسه.و هذا أيضا ليس بمعجب .و له حالة ثالثة هي العجب،و هي أن يكون غير خائف عليه،بل يكون فرحا به مطمئنا إليه، و يكون فرحه به من حيث إنه كمال،و نعمة،و خير،و رفعة،لا من حيث إنه عطية من اللّه تعالى و نعمة منه،فيكون فرحه به من حيث إنه صفته،و منسوب إليه بأنه له،لا من حيث إنه منسوب إلى اللّه تعالى بأنه منه.فمهما غلب على قلبه أنه نعمة من اللّه،مهما شاء سلبها عنه،زال العجب بذلك عن نفسه فإذا العجب هو استعظام النعمة،و الركون إليها ،مع نسيان إضافتها إلى المنعم.فإن انضاف إلى ذلك أن غلب على نفسه أن له عند اللّه حقا،و أنه منه بمكان،حتى يتوقع بعمله كرامة في الدنيا،و استبعد أن يجرى عليه مكروه،استبعادا يزيد على استبعاده ما يجرى على الفساق،سمى هذا إدلالا بالعمل.فكأنه يرى لنفسه على اللّه دالة.و كذلك قد يعطى غيره شيئا فيستعظمه و يمن عليه،فيكون معجبا.فإن استخدمه أو افترح عليه الاقتراحات أو استبعد تخلفه عن قضاء حقوقه،كان مدلا عليه.و قال قتادة في قوله تعالى وَ لاٰ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ [1]أي لا تدل بعملك.و في الخبر[1]«إنّ صلاة المدلّ لا ترفع فوق رأسه و لأن تضحك و أنت معترف بذنبك خير من أن تبكي و أنت مدلّ بعملك »


[1] المدثر:6

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست