responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 62

و قيل لعائشة رضى اللّه عنها:متى يكون الرجل مسيئا؟قالت إذا ظن أنه محسن.و قد قال تعالى لاٰ تُبْطِلُوا صَدَقٰاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذىٰ [1]و المن نتيجة استعظام الصدقة،و استعظام العمل هو العجب فظهر بهذا أن العجب مذموم جدا.

بيان
آفة العجب

اعلم أن آفات العجب كثيرة.فإن العجب يدعو إلى الكبر لأنه أحد أسبابه كما ذكرناه فيتولد من العجب الكبر،و من الكبر الآفات الكثيرة التي لا تخفى .هذا مع العباد.

و أما مع اللّه تعالى،فالعجب يدعو إلى نسيان الذنوب و إهمالها فبعض ذنوبه لا يذكرها و لا يتفقدها،لظنه أنه مستغن عن تفقدها فينساها.و ما يتذكره منها فيستصغره و لا يستعظمه،فلا يجتهد في تدراكه و تلافيه.بل يظن أنه يغفر له.و أما العبادات و الأعمال فإنه يستعظمها و يتبجح بها و يمن على اللّه بفعلها،و ينسى نعمة اللّه عليه بالتوفيق و التمكين منها.ثم إذا أعجب بها عمى عن آفاتها.و من لم يتفقد آفات الأعمال كان أكثر سعيه ضائعا فإن الأعمال الظاهرة إذا لم تكن خالصة نقية عن الشوائب قلما تنفع.و إنما يتفقد من يغلب عليه الإشفاق و الخوف دون العجب.و المعجب يغتر بنفسه و برأيه،و يأمن مكر اللّه و عذابه و يظن أنه عند اللّه بمكان،و أن له عند اللّه منة و حقا بأعماله التي هي نعمة من نعمه.و عطية من عطاياه.و يخرجه العجب إلى أن يثنى على نفسه و يحمدها و يزكيها.و إن أعجب برأيه و عمله و عقله منع ذلك من الاستفادة،و من الاستشارة و للسؤال،فيستبد بنفسه و رأيه، و يستنكف من سؤال من هو أعلم منه.و ربما يعجب بالرأي الخطأ الذي خطر له،فيفرح بكونه من خواطره،و لا يفرح بخواطر غيره،فيصر عليه ،و لا يسمع نصح ناصح، و لا وعظ واعظ.بل ينظر إلى غيره بعين الاستجهال ،و يصر على خطئه.فإن كان رأيه في أمر دنيوى فيحقق فيه،و إن كان في أمر ديني لا سيما فيما يتعلق بأصول العقائد فيهلك به.

و لو اتّهم نفسه و لم يثق برأيه،و استضاء بنور القرءان،و استعان بعلماء الدين،و واظب


[1] البقرة:264

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست