responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 61

و قال ابن مسعود:الهلاك في اثنتين :القنوط و العجب:و إنما جمع بينهما لأن السعادة لا تنال إلا بالسعي،و الطلب،و الجد،و التشمر.و القانط لا يسعى،و لا يطلب.و المعجب يعتقد أنه قد سعد و قد ظفر بمراده فلا يسعى.فالموجود لا يطلب،و المحال لا يطلب.و السعادة موجودة في اعتقاد المعجب،حاصلة له،و مستحيلة في اعتقاد القانط.فمن هاهنا جمع بينهما و قد قال تعالى فَلاٰ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ [1]قال ابن جريح.معناه إذا عملت خيرا فلا تقل عملت.و قال زيد بن أسلم:لا تبروها،أي لا تعتقدوا أنها بارة،و هو معنى العجب.

و وقى طلحة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]يوم أحد بنفسه،فأكب عليه حتى أصيبت كفه.فكأنّه أعجبه فعله العظيم،إذ فداه بروحه حتى جرح.فتفرس ذلك عمر فيه فقال:

ما زال يعرف في طلحة نأو منذ أصيبت إصبعه مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،و البأو هو العجب في اللغة ،إلا أنه لم ينقل فيه أنه أظهره و احتقر مسلما.و لما كان وقت الشورى قال له ابن عباس.أين أنت من طلحة؟قال ذلك رجل فيه نخوة.فإذا كان لا يتخلص من العجب أمثالهم،فكيف يتخلص الضعفاء إن لم يأخذوا حذرهم! و قال مطرف:لأن أبيت نائما،و أصبح نادما،أحب إلى من أن أبيت قائما،و أصبح معجبا.و قال صلّى اللّه عليه و سلم[2]«لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك العجب العجب»فجعل العجب أكبر الذنوب .و كان بشر بن منصور من الذين إذ رأوا ذكر اللّه تعالى و الدار الآخرة،لمواظبته على العبادة.فأطال الصلاة يوما و رجل خلفه ينظر.ففطن له بشر،فلما انصرف عن الصلاة قال له:لا يعجبنك ما رأيت منى.فإن ابليس لعنه اللّه قد عبد اللّه تعالى مع الملائكة مدة طويلة،ثم صار إلى ما صار إليه.


[1] النجم:32

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست