نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 11 صفحه : 60
و كذلك نهاية التكبر و نهاية التنقص و التذلل مذمومان،و أحدهما أقبح من الآخر.و المحمود المطلق هو العدل،و وضع الأمور مواضعها كما يجب،و على ما يجب،كما يعرف ذلك بالشرع و العادة.و لنقتصر على هذا القدر من بيان أخلاق الكبر و التواضع
الشطر الثاني من الكتاب في العجب
و فيه بيان ذم العجب و آفاته،و بيان حقيقة العجب و الإدلال،و حدهما،و بيان علاج العجب على الجملة،و بيان أقسام ما به العجب،و تفصيل علاجه
بيان ذم العجب و آفاته
اعلم أن العجب مذموم في كتاب اللّه تعالى و سنة رسوله صلّى اللّه عليه و سلم.قال اللّه تعالى وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً [1]ذكر ذلك في معرض الإنكار .و قال عز و جل وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ مٰانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللّٰهِ فَأَتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا [2]فرد على الكفار في إعجابهم بحصونهم و شوكتهم.و قال تعالى وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [3]و هذا أيضا يرجع إلى العجب بالعمل.و قد يعجب الإنسان بعمل هو مخطئ فيه،كما يعجب بعمل هو مصيب فيه.
و قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«ثلاث مهلكات شحّ مطاع و هوى متّبع و إعجاب المرء بنفسه»و قال لأبي ثعلبة حيث ذكر آخر هذه الأمة فقال[2]«إذا رأيت شحّا مطاعا و هوى متّبعا و إعجاب كلّ ذي رأى برأيه فعليك نفسك »