responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 58

الامتحان الرابع.

أن يحمل حاجة نفسه و حاجة أهله و رفقائه من السوق إلى البيت، فإن أبت نفسه ذلك فهو كبر أو رياء.فإن كان يثقل ذلك عليه مع خلو الطريق فهو كبر.

و إن كان لا يثقل عليه إلا مع مشاهدة الناس فهو رياء.و كل ذلك من أمراض القلب و علله المهلكة له إن لم تتدارك .و قد أهمل الناس طب القلوب،و اشتغلوا بطب الأجساد،مع أن الأجساد قد كتب عليها الموت لا محالة،و القلوب لا تدرك السعادة إلا بسلامتها ،إذ قال تعالى إِلاّٰ مَنْ أَتَى اللّٰهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [1].و يروى عن عبد اللّه بن سلام ،أنه حمل حزمة حطب،فقيل له يا أبا يوسف،قد كان في غلمانك و بنتك ما يكفيك.قال أجل، و لكن أردت أن أجرب نفسي هل تنكر ذلك.فلم يقنع منها بما أعطته من العزم على ترك الأنفة،حتى جربها أ هي صادقة أم كاذبة و في الخبر[1]«من حمل الفاكهة أو الشّيء فقد بريء من الكبر»

الامتحان الخامس.

أن يلبس ثيابا بذلة،فإن نفور النفس عن ذلك في الملإ رياء،و في الخلوة كبر.و كان عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه،له مسح يلبسه بالليل.و قد قال صلّى اللّه عليه و سلم[2]«من اعتقل البعير و لبس الصّوف فقد بريء من الكبر»و قال عليه السّلام [3]«إنّما أنا عبد آكل بالأرض و ألبس الصّوف و أعقل البعير و ألعق أصابعى و أجيب دعوة المملوك فمن رغب عن سنّتى فليس منّى »و روى أن أبا موسى الأشعري قيل له إن أقواما يتخلفون عن الجمعة بسبب ثيابهم ،فلبس عباءة فصلّى فيها بالناس.

و هذه مواضع يجتمع فيها الرياء و الكبر،فما يختص بالملإ فهو الرياء،و ما يكون في الخلوة فهو الكبر،فاعرف فإن من لا يعرف الشر لا يتقيه،و من لا يدرك المرض لا يداويه


[1] الشعراء:89

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست