responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 57

أما من حيث العلم فبأن يذكر نفسه خسة نفسه،و خطر عاقبته،و أن الكبر لا يليق إلا باللّه تعالى.و أما العمل فبأن يكلف نفسه ما ثقل عليه من الاعتراف بالحق،و أن يطلق اللسان بالحمد و الثناء،و يقر على نفسه بالعجز،و يشكره على الاستفادة،و يقول ما أحسن ما فطنت له و قد كنت غافلا عنه،فجزاك اللّه خيرا كما نبهتني له،فالحكمة ضالة المؤمن،فإذا وجدها ينبغي أن يشكر من دله عليها .فإذا واظب على ذلك مرات متوالية،صار ذلك له طبعا ، و سقط ثقل الحق عن قلبه،و طاب له قبوله.و مهما ثقل عليه الثناء على أقرانه بما فيهم،ففيه كبر.فإن كان ذلك لا يثقل عليه في الخلوة،و يثقل عليه في الملإ،فليس فيه كبر،و إنما فيه رياء،فليعالج الرياء بما ذكرناه من قطع الطمع عن الناس،و يذكر القلب بأن منفعته في كماله في ذاته،و عند اللّه لا عند الخلق،إلى غير ذلك من أدوية الرياء.و إن ثقل عليه في الخلوة و الملإ جميعا،ففيه الكبر و الرياء جميعا،و لا ينفعه الخلاص من أحدهما ما لم يتخلص من الثاني،فليعالج كلا الداءين،فإنهما جميعا مهلكان

الامتحان الثاني.

أن يجتمع مع الأقران و الأمثال في المحافل،و يقدمهم على نفسه،و يمشى خلفهم،و يجلس في الصدور تحتهم فإن ثقل عليه ذلك فهو متكبر،فليواظب عليه تكلفا، حتى يسقط عنه ثقله.فبذلك يزايله الكبر.و هاهنا للشيطان مكيدة،و هو أن يجلس في صف النعال،أو يجعل بينه و بين الأقران بعض الأرذال،فيظن أن ذلك تواضع و هو عين الكبر فإن ذلك يخف على نفوس المتكبرين،إذ يوهمون أنهم تركوا مكانهم بالاستحقاق و التفضل فيكون قد تكبر و تكبر بإظهار التواضع أيضا ،بل ينبغي أن يقدم أقرانه،و يجلس بينهم بجنبهم، و لا ينحط عنهم إلى صف النعال،فذلك هو الذي يخرج خبث الكبر من الباطن

الامتحان الثالث:

أن يجيب دعوة الفقير ،و يمر إلى السوق في حاجة الرفقاء و الأقارب فإن ثقل ذلك عليه فهو كبر.فإن هذه الأفعال من مكارم الأخلاق،و الثواب عليها جزيل فنفور النفس عنها ليس إلا لخبث في الباطن،فليشتغل بإزالته بالمواظبة عليه،مع تذكر جميع ما ذكرناه من المعارف التي تزيل داء الكبر.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست