responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 55

على المستور فلعله أقل منه ذنوبا،و أكثر منه عبادة،و أشد منه حبا للّٰه.و أما المكشوف حاله إن لم يظهر لك من الذنوب إلا ما تزيد عليه ذنوبك في طول عمرك،فلا ينبغي أن تتكبر عليه.و لا يمكن أن تقول هو أكثر منى ذنبا،لأن عدد ذنوبك في طول عمرك،و ذنوب غيرك في طول العمر لا تقدر على إحصائها حتى تعلم الكثرة.نعم يمكن أن تعلم أن ذنوبه أشد كما لو رأيت منه القتل،و الشرب،و الزنا،و مع ذلك فلا ينبغي أن تتكبر عليه،إذ ذنوب القلوب من الكبر،و الحسد،و الرياء،و الغل،و اعتقاد الباطل،و الوسوسة في صفات اللّه تعالى،و تخيل الخطأ في ذلك كل ذلك شديد عند اللّه .فربما جرى عليك في باطنك من خفايا الذنوب ما صرت به عند اللّه ممقوتا .و قد جرى للفاسق الظاهر الفسق من طاعات القلوب من حب اللّه،و إخلاص،و خوف،و تعظيم،ما أنت خال عنه.و قد كفّر اللّه بذلك عنه سيئاته،فينكشف الغطاء يوم القيامة،فتراه فوق نفسك بدرجات،فهذا ممكن،و الإمكان البعيد فيما عليك ينبغي أن يكون قريبا عندك إن كنت مشفقا على نفسك.فلا تتفكر فيما هو ممكن لغيرك،بل فيما هو مخوف في حقك فإنه لا تزر وازرة وزر أخرى،و عذاب غيرك لا يخفف شيئا من عذابك.فإذا تفكرت في هذا الخطر،كان عندك شغل شاغل عن التكبر،و عن أن ترى نفسك فوق غيرك.و قد قال وهب بن منبه:ما تم عقل عبد حتى يكون فيه عشر خصال:فعد تسعة حتى بلغ العاشر فقال:العاشرة و ما العاشرة،بها ساد مجده و بها علا ذكره،أن يرى الناس كلهم خيرا منه،و إنما الناس عنده فرقتان فرقة هي أفضل منه و أرفع،و فرقة هي شر منه و أدنى.فهو يتواضع للفرقتين جميعا بقلبه.إن رأى من هو خير منه سره ذلك،و تمنى أن يلحق به،و إن رأى من هو شر منه قال لعل هذا ينجو و أهلك أنا، فلا تراه إلا خائفا من العاقبة.و يقول لعل بر هذا باطن،فذلك خير له،و لا أدرى لعل فيه خلقا كريما بينه و بين اللّه،فيرحمه اللّه و يتوب عليه،و يختم له بأحسن الأعمال.و يرى ظاهر فذلك شر لي،فلا يأمن فيما أظهره من الطاعة أن يكون دخلها الآفات فأحبطتها.ثم قال:

فحينئذ كمل عقله:و ساد أهل زمانه.فهذا كلامه.و بالجملة فمن جوّز أن يكون عند اللّه شقيا و قد سبق القضاء في الأزل بشقوته.فما له سبيل إلى أن يتكبر بحال من الأحوال.نعم إذا غلب عليه الخوف رأى كل أحد خيرا من نفسه.و ذلك هو الفضيلة،كما روى أن عابدا آوى إلى جبل

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست