responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 50

و لذلك قال كعب الأحبار:إن للعلم طغيانا كطغيان المال.و كذلك قال عمر رضى اللّه عنه:العالم إذ زل زل بزلته عالم .فيعجز العالم عن أن لا يستعظم نفسه بالإضافة إلى الجاهل لكثرة ما نطق الشرع بفضائل العلم.

و لن يقدر العالم على دفع الكبر إلا بمعرفة أمرين:

أحدهما:أن يعلم أن حجة اللّه على أهل العلم آكد

،و أنه يحتمل من الجاهل ما لم يحتمل عشره من العالم.فإن من عصى اللّه تعالى عن معرفة و علم،فجنايته أفحش ،إذ لم يقض حق نعمة اللّه عليه في العلم.و لذلك قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«يؤتى بالعالم يوم القيامة فيلقى في النّار فتندلق أقتابه فيدور بها كما يدور الحمار بالرّحا فيطيف به أهل النّار فيقولون ما لك؟فيقول كنت آمر بالخير و لا آتيه و أنهى عن الشّرّ و آتيه»و قد مثل اللّه سبحانه و تعالى من يعلم و لا يعمل بالحمار و الكلب فقال عز و جل مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرٰاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهٰا كَمَثَلِ الْحِمٰارِ يَحْمِلُ أَسْفٰاراً [1]أراد به علماء اليهود .و قال في بلعم بن باعوراء وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنٰاهُ آيٰاتِنٰا فَانْسَلَخَ مِنْهٰا [2]حتى بلغ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ [3]قال ابن عباس رضى اللّه عنهما:أوتي بلعم كتابا، فأخلد إلى شهوات الأرض،أي سكن حبه إليها،فمثله بالكلب إن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث.أي سواء آتيته الحكمة أو لم أوته لا يدع شهوته و يكفي العالم هذا الخطر.فأي عالم لم يتبع شهوته ؟و أي عالم لم يأمر بالخير الذي لا يأتيه؟ فمهما خطر للعالم عظم قدره بالإضافة إلى الجاهل،فليتفكر في الخطر العظيم الذي هو بصدده فإن خطره أعظم من خطر غيره،كما أن قدره أعظم من قدر غيره،فهذا بذاك.و هو كالملك المخاطر بروحه في ملكه لكثرة أعدائه.فإنه إذا أخذ و قهر اشتهى أن يكون قد كان فقيرا.فكم من عالم يشتهي في الآخرة سلامة الجهال و العياذ باللّه منه فهذا الخطر يمنع من التكبر،فإنه إن كان من أهل النار فالخنزير أفضل منه،فكيف يتكبر من هذا حاله!فلا ينبغي أن يكون العالم عند نفسه أكبر من الصحابة رضوان اللّه عليهم


[1] الجمعة:5

[2] الأعراف:175

[3] الأعراف:179

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست