responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 39

و منها أن يتواضع بالاحتمال إذا سب و أوذى و أخذ حقه.فذلك هو الأصل.و قد أوردنا ما نقل عن السلف من احتمال الأذى في كتاب الغضب و الحسد و بالجملة فمجامع حسن الأخلاق و التواضع سيرة النبي صلّى اللّه عليه و سلم فيه.فينبغي أن يقتدى به.و منه ينبغي أن يتعلم.و قد قال أبو سلمة:قلت لأبي سعيد الخدري:ما ترى فيما أحدث الناس من الملبس،و المشرب،و المركب،و المطعم؟فقال يا ابن أخي،كل للّٰه،و اشرب للّٰه،و البس للّٰه.و كل شيء من ذلك دخله زهو أو مباهاة أو رياء أو سمعة،فهو معصية و سرف و عالج في بيتك من الخدمة[1]ما كان يعالج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في بيته.كان يعلف الناضح،و يعقل البعير،و يقم البيت،و يحلب الشاة،و يخصف النعل،و يرقع الثوب، و يأكل مع خادمه،و يطحن عنه إذا أعيا،و يشترى الشيء من السوق،و لا يمنعه من الحياء أن يعلقه بيده،أو يجعله في طرف ثوبه،و ينقلب إلى أهله يصافح الغنى و الفقير، و الكبير و الصغير.و يسلم مبتدئا على كل من استقبله من صغير أو كبير،أسود أو أحمر، حر أو عبد من أهل الصلاة،ليست له حلة لمدخله و حلة لمخرجه ،لا يستحيي من أن يجيب إذا دعي،و إن كان أشعث أغبر،و لا يحقر ما دعي إليه،و إن لم يجد إلا حشف الدقل.لا يرفع غداء لعشاء،و لا عشاء لغداء.هين المؤنة،لين الخلق،كريم الطبيعة،جميل المعاشرة طليق الوجه،بسام من غير ضحك،محزون من غير عبوس،شديد في غير عنف،متواضع في غير مذلة،جواد من غير سرف،رحيم لكل ذي قربي و مسلم،رقيق القلب،دائم الإطراق لم يبشم قط من شبع،و لا يمد يده من طمع.قال أبو سلمة.فدخلت على عائشة رضي اللّه عنها فحدثتها بما قال أبو سعيد في زهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،فقالت ما أخطأ منه حرفا و لقد قصر،إذ ما أخبرك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لم يمتلئ قط شبعا،و لم يبث إلى أحد شكوى،و إن كانت الفاقة لأحب إليه من اليسار و الغنى،و إن كان ليظل جائعا يلتوي ليلته حتى يصبح،فما يمنعه ذلك عن صيام يومه.و لو شاء أن يسأل ربه فيؤتى بكنوز

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست