responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 38

فإن قلت:فقد قال عيسى عليه السّلام:جودة الثياب خيلاء القلب .و قد سئل نبينا صلّى اللّه عليه و سلم[1]عن الجمال في الثياب،هل هو من الكبر ؟فقال«لا و لكنّ من سفه الحقّ و غمص النّاس»فكيف طريق الجمع بينهما؟.فاعلم أن الثوب الجديد ليس من ضرورته أن يكون من التكبر في حق كل أحد في كل حال.و هو الذي أشار إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،و هو الذي عرفه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[2]من حال ثابت ابن قيس،إذ قال إنى امرؤ حبب إلىّ من الجمال ما ترى،فعرف أن ميله إلى النظافة و جودة الثياب،لا ليتكبر على غيره،فإنه ليس من ضرورته أن يكون من الكبر و قد يكون ذلك من الكبر.كما أن الرضا بالثوب الدون قد يكون من التواضع.و علامة المتكبر أن يطلب التجمل إذا رآه الناس،و لا يبالي إذا انفرد بنفسه كيف كان.و علامة طالب الجمال أن يحب الجمال في كل شيء و لو في خلوته،و حتى في سنور داره.فذلك ليس من التكبر.

فإذا انقسمت الأحوال.نزل قول عيسى عليه السّلام على بعض الأحوال.على أن قوله خيلاء القلب يعنى قد تورث خيلاء في القلب .و قول نبينا صلّى اللّه عليه و سلم إنه ليس من الكبر يعنى أن الكبر لا يوجبه.و يجوز أن لا يوجبه الكبر،ثم يكون هو مورثا للكبر.

و بالجملة فالأحوال تختلف في مثل هذا.و المحبوب الوسط من اللباس،الذي لا يوجب شهرة بالجودة و لا بالرداءة.و قد قال صلّى اللّه عليه و سلم[3]«كلوا و اشربوا و البسوا و تصدّقوا في غير سرف و لا مخيلة[4]إنّ اللّه يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده»و قال بكر بن عبد اللّه المزني:البسوا ثياب الملوك،و أميتوا قلوبكم بالخشية.و إنما خاطب بهذا قوما يطلبون التكبر بثياب أهل الصلاح.و قد قال عيسى عليه السّلام:ما لكم تأتوني و عليكم ثياب الرهبان، و قلوبكم قلوب الذئاب الضواري .البسوا ثياب الملوك،و أميتوا قلوبكم بالخشية

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست