responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 37

من كماله ما حمل من شيء إلى عياله .و كان أبو عبيدة بن الجراح،و هو أمير ،يحمل سطلا له من خشب إلى الحمام و قال ثابت بن أبي مالك:رأيت أبا هريرة أقبل من السوق يحمل حزمة حطب و هو يومئذ خليفة لمروان فقال أوسع الطريق للأمير يا ابن أبي مالك.و عن الأصبغ بن نباتة قال:كأنى أنظر إلى عمر رضي اللّه عنه معلقا لحما في يده اليسرى،و في يده اليمنى الدرة،يدور في الأسواق حتى دخل رحله،و قال بعضهم.رأيت عليا رضى اللّه عنه قد اشترى لحما بدرهم.فحمله في ملحفته.فقلت له أحمل عنك يا أمير المؤمنين؟فقال لا،أبو العيال أحق أن يحمل و منها اللباس،إذ يظهر به التكبر و التواضع.و قد قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم[1] «البذاذة من الإيمان »فقال هارون :سألت معنا عن البذاذة،فقال هو الدون من اللباس و قال زيد بن وهب:رأيت عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه خرج إلى السوق،و بيده الدرة و عليه إزار فيه أربع عشرة رقعة بعضها من أدم .و عوتب على كرم اللّه وجهه في إزار مرقوع فقال:يقتدى به المؤمن،و يخشع له القلب .و قال عيسى عليه السّلام.جودة الثياب خيلاء في القلب.و قال طاوس:إنى لأغسل ثوبي هذين،فأنكر قلبي ما داما نقيين.

و يروى أن عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه،كان قبل أن يستخلف تشترى له الحلة بألف دينار، فيقول ما أجودها لو لا خشونة فيها.فلما استخلف،كان يشترى له الثوب بخمسة دراهم.فيقول ما أجوده لو لا لينه.فقيل له أين لباسك،و مركبك،و عطرك يا أمير المؤمنين؟فقال إن لي نفسا ذواقة،و إنها لم تذق من الدنيا طبقة إلا تافت إلى الطبقة التي فرقها،حتى إذا ذافت الخلافة ،و هي أرفع الطباق،تافت إلى ما عند اللّه عز و جل.و قال سعيد بن سويد.صلّى بنا عمر بن عبد العزيز الجمعة،ثم جلس و عليه قميص مرقوع الجيب من بين يديه و من خلفه فقال له رجل يا أمير المؤمنين،إن اللّه قد أعطاك،فلو لبست،فنكس رأسه مليا،ثم رفع رأسه فقال،إن أفضل القصد عند الجدة،و إن أفضل العفو عند القدرة.و قال صلّى اللّه عليه و سلم[2]«من ترك زينة للّٰه و وضع ثيابا حسنة تواضعا للّٰه و ابتغاء لمرضاته كان حقّا على اللّه أن يدّخر له عبقرىّ الجنّة»

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست