responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 35

باطنا بأنه لا يستحق ذلك،و لا كبر في باطنه،لمعرفته بأنه كاذب في دعوى النسب.و لكن يحمله الرياء على أفعال المتكبرين.و كأن اسم المتكبر إنما يطلق في الأكثر على من يفعل هذه الأفعال عن كبر في الباطن،صادر عن العجب،و النظر إلى الغير بعين الاحتقار.و هو إن سمى متكبرا فلأجل التشبه بأفعال الكبر،نسأل اللّه حسن التوفيق.و اللّه تعالى أعلم

بيان
أخلاق المتواضعين،و مجامع ما يظهر فيه أثر التواضع و التكبر

اعلم أن التكبر يظهر في شمائل الرجل ،كصعر في وجهه ،و نظره شزرا،و إطراقه رأسه و جلوسه متربعا أو متكئا.و في أقواله،حتى في صوته و نغمته،و صيغته في الإيراد.و يظهر في مشيته و تبختره،و قيامه و جلوسه،و حركاته و سكناته.و في تعاطيه لأفعاله،و في سائر تقلباته في أحواله،و أقواله،و أعماله.فمن المتكبرين من يجمع ذلك كله،و منهم من يتكبر في بعض و يتواضع في بعض.فمنها التكبر بأن يحب قيام الناس له أو بين يديه.و قد قال على كرم اللّه وجهه:من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل النار،فلينظر إلى رجل قاعد و بين يديه قوم قيام.

و قال أنس[1]لم يكن شخص أحب إليهم من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم،و كانوا إذا رأوه لم يقوموا له،لما يعلمون من كراهته لذلك.و منها أن لا يمشى إلا و معه غيره يمشى خلفه.قال أبو الدرداء لا يزال العبد يزداد من اللّه بعدا ما مشى خلفه .و كان عبد الرحمن بن عوف لا يعرف من عبيده ،إذ كان لا يتميز عنهم في صورة ظاهرة.و مشى قوم خلف الحسن البصري فمنعهم و قال.ما يبقى هذا من قلب العبد و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[2]في بعض الأوقات يمشى مع بعض الأصحاب فيأمرهم بالتقدم،و يمشى في غمارهم،إما لتعليم غيره،أو لينفى عن نفسه وساوس الشيطان بالكبر

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست