responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 34

فإنه إذا أعجب بنفسه،و بعلمه،و بعمله،أو بشيء من أسبابه،استعظم نفسه و تكبر.

و أما الكبر الظاهر،فأسبابه ثلاثة.سبب في المتكبر،و سبب في المتكبر عليه،و سبب فيما يتعلق بغيرهما.أما السبب الذي في المتكبر،فهو العجب.و الذي يتعلق بالمتكبر عليه، هو الحقد و الحسد.و الذي يتعلق بغيرهما،هو الرياء.فتصير الأسباب بهذا الاعتبار أربعة:

العجب،و الحقد،و الحسد،و الرياء.أما العجب،فقد ذكرنا أنه يورث الكبر الباطن، و الكبر الباطن يثمر التكبر الظاهر في الأعمال،و الأقوال و الأحوال .و أما الحقد،فإنه يحمل على التكبر من غير عجب،كالذي يتكبر على من يرى أنه مثله أو فوته،و لكن قد غضب عليه بسبب سبق منه،فأورثه الغضب حقدا،و رسخ في قلبه بغضه.فهو لذلك لا تطاوعه نفسه أن يتواضع له،و إن كان عنده مستحقا للتواضع.فكم من رذل لا تطاوعه نفسه على التواضع لواحد من الأكابر لحقده عليه،أو بغضه له.و يحمله ذلك على ردّ الحق إذا جاء من جهته،و على الأنفة من قبول نصحه.و على أن يجتهد في التقدم عليه و إن علم أنه لا يستحق ذلك،و على أن لا يستحله و إن ظلمه.فلا يعتذر إليه و إن جنى عليه،و لا يسأله عما هو جاهل به.و أما الحسد فإنه أيضا يوجب البغض للمحسود،و إن لم يكن من جهته إيذاء و سبب يقتضي الغضب و الحقد.و يدعو الحسد أيضا إلى جحد الحق،حتى يمنع من قبول النصيحة و تعلم العلم.فكم من جاهل يشتاق إلى العلم،و قد بقي في رذيلة الجهل لاستنكافه أن يستفيد من واحد من أهل بلده أو أقاربه،حسدا و بغيا عليه،فهو يعرض عنه،و يتكبر عليه،مع معرفته بأنه يستحق التواضع بفضل علمه.و لكن الحسد يبعثه على أن يعامله بأخلاق المتكبرين،و إن كان في باطنه ليس يرى نفسه فوقه و أما الرياء فهو أيضا يدعو إلى أخلاق المتكبرين،حتى أن الرجل ليناظر من يعلم أنه أفضل منه،و ليس بينه و بينه معرفة ،و لا محاسدة،و لا حقد،و لكن يمتنع من قبول الحق منه، و لا يتواضع له في الاستفادة،خيفة من أن يقول الناس إنه أفضل منه .فيكون باعثه على التكبر عليه الرياء المجرد و لو خلا معه بنفسه لكان لا يتكبر عليه.و أما الذي يتكبر بالعجب،أو الحسد، أو الحقد،فإنه يتكبر أيضا عند الخلوة به مهما لم يكن معهما ثالث.و كذلك قد ينتمي إلى نسب شريف كاذبا،و هو يعلم أنه كاذب.ثم يتكبر به على من ليس ينتسب إلى ذلك النسب،و يترفع عليه في المجالس،و يتقدم عليه في الطريق،و لا يرضى بمساواته في الكرامة و التوقير،و هو عالم

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست