responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 33

فَعَسىٰ رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَ يُرْسِلَ عَلَيْهٰا حُسْبٰاناً مِنَ السَّمٰاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً. أَوْ يُصْبِحَ مٰاؤُهٰا غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً [1] و كان ذلك منه تكبرا بالمال و الولد.ثم بين اللّه عاقبة أمره بقوله يٰا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً [2].

و من ذلك تكبر قارون ،إذ قال تعالى إخبارا عن تكبره فَخَرَجَ عَلىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قٰالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا يٰا لَيْتَ لَنٰا مِثْلَ مٰا أُوتِيَ قٰارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيم ٍ [3]

السادس:الكبر بالقوة و شدة البطش

،و التكبر به على أهل الضعف

السابع:التكبر بالأتباع،و الأنصار

،و التلامذة،و الغلمان،و بالعشيرة،و الأقارب،و البنين و يجرى ذلك بين الملوك في المكاثرة بالجنود،و بين العلماء في المكاثرة بالمستفيدين و بالجملة فكل ما هو نعمة،و أمكن أن يعتقد كمالا،و إن لم يكن في نفسه كمالا،أمكن أن يتكبر به.حتى أن المخنث ليتكبر على أقرانه بزيادة معرفته و قدرته في صنعة المخنثين، لأنه يرى ذلك كمالا فيفتخر به،و إن لم يكن فعله إلا نكالا.و كذلك الفاسق قد يفتخر بكثرة الشرب،و كثرة الفجور بالنسوان و الغلمان،و يتكبر به.لظنه أن ذلك كمال،و إن كان مخطئا فيه فهذه مجامع ما يتكبر به العباد بعضهم على بعض،فيتكبر من يدلي بشيء منه على من لا يدلي به،أو على من يدلي بما هو دونه في اعتقاده،و ربما كان مثله أو فوقه عند اللّه تعالى كالعالم الذي يتكبر بعلمه على من هو أعلم منه،لظنه أنه هو الأعلم،و لحسن اعتقاده في نفسه نسأل اللّه العون بلطفه و رحمته،إنه على كل شيء قدير

بيان
البواعث على التكبر و أسبابه المهيجة له

اعلم أن الكبر خلق باطن و أمّا ما يظهر من الأخلاق و الأفعال فهي ثمرة و نتيجة.و ينبغي أن تسمى تكبرا و يخص اسم الكبر بالمعنى الباطن الذي هو استعظام النفس،و رؤية قدرها فوق قدر الغير.و هذا الباطن له موجب واحد،و هو العجب الذي يتعلق بالمتكبر كما سيأتي معناه


[1] الكهف:39،40،41

[2] الكهف:42

[3] القصص:79

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست