responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 31

ليرد عليه،و يسوء إذا أصاب و أحسن خيفة من أن يرى أنه أعظم منه فهذا كله أخلاق الكبر و آثاره التي يثمرها التعزز بالعلم و العمل.و أين من يخلو عن جميع ذلك أو عن بعضه؟فليت شعري من الذي عرف هذه الأخلاق من نفسه،و سمع قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]«لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقال حبّة من خردل من كبر »كيف يستعظم نفسه،و يتكبر على غيره ،و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول إنه من أهل النار.و إنما العظيم من خلا عن هذا.و من خلا عنه لم يكن فيه تعظم و تكبر.و العالم هو الذي فهم أن اللّه تعالى قال له إن لك عندنا قدرا ما لم تر لنفسك قدرا فإن رأيت لها قدرا فلا قدر لك عندنا.و من لم يعلم هذا من الدين فاسم العالم عليه كذب.

و من علمه لزمه أن لا يتكبر و لا يرى لنفسه قدرا.فهذا هو التكبر بالعلم و العمل

الثالث:التكبر بالحسب و النسب.

فالذي له نسب شريف يستحقر من ليس له ذلك النسب،و إن كان أرفع منه عملا و علما و قد يتكبر بعضهم فيرى أن الناس له أموال و عبيد،و يأنف من مخالطتهم و مجالستهم.و ثمرته على اللسان التفاخر به،فيقول لغيره يا نبطي،و يا هندى، و يا أرمنى،من أنت؟و من أبوك فأنا فلان بن فلان،و أين لمثلك أن يكلمني أو ينظر إلىّ!و مع مثلى تتكلم!و ما يجرى مجراه .و ذلك عرق دفين في النفس،لا ينفك عنه نسيب،و إن كان صالحا و عاقلا،إلا أنه قد لا يترشح منه ذلك عند اعتدال الأحوال،فإن غلبه غضب أطفأ ذلك نور بصيرته،و ترشح منه،كما روى عن أبي ذر أنه قال:قاولت رجلا عند النبي صلّى اللّه عليه و سلم[2] فقلت له يا ابن السوداء.فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم«يا أبا ذرّ طفّ الصّاع طفّ الصّاع ليس لابن البيضاء على ابن السّوداء فضل»فقال أبو ذر رحمه اللّه:فاضطجعت و قلت للرجل قم فطأ على خدي،فانظر كيف نبهه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم أنه رأى لنفسه فضلا بكونه ابن بيضاء،و أن ذلك خطأ و جهل.و انظر كيف تاب و قلع من نفسه شجرة الكبر بأخمص قدم من تكبر عليه،إذ عرف أن العز لا يقمعه إلا الذل.و من ذلك ما روى أن رجلين تفاخرا

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست