responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 30

صلّى اللّه عليه و سلم[1]أكرم الخلق و أتقاهم،و كان أوسعهم خلقا و أكثرهم بشرا و تبسما و انبساطا و لذلك قال الحارث بن جزء الزبيدي صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:يعجبني من القراء كل طليق مضحاك.فأما الذي تلقاه ببشر و يلقاك بعبوس،يمن عليك بعلمه،فلا أكثر اللّه في المسلمين مثله،و لو كان اللّه سبحانه و تعالى يرضى ذلك لما قال لنبيه صلّى اللّه عليه و سلم وَ اخْفِضْ جَنٰاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [1]و هؤلاء الذين يظهر أثر الكبر على شمائلهم،فأحوالهم أخف حالا ممن هو في

الرتبة
الثالثة،و هو الذي يظهر الكبر على لسانه

،حتى يدعوه إلى الدعوى،و المفاخرة،و المباهاة و تزكية النفس،و حكايات الأحوال و المقامات،و التشمر لغلبة الغير في العلم و العمل أما العابد فإنه يقول في معرض التفاخر لغيره من العباد:من هو؟و ما عمله؟و من أين زهده؟فيطول اللسان فيهم بالتنقص،ثم يثنى على نفسه و يقول:إنى لم أفطر منذ كذا و كذا و لا أنام الليل،و أختم القرءان في كل يوم.و فلان ينام سحرا،و لا يكثر القراءة.و ما يجرى مجراه.و قد يزكى نفسه ضمنا فيقول.قصدني فلان بسوء فهلك ولده،و أخذ ماله،أو مرض أو ما يجرى مجراه،يدعى الكرامة لنفسه.و أما مباهاته،فهو أنه لو وقع مع قوم يصلون بالليل،قام و صلّى أكثر مما كان يصلّى .و إن كانوا يصبرون على الجوع،فيكلف نفسه الصبر ليغلبهم،و يظهر لهم قوته و عجزهم.و كذلك يشتد في العبادة خوفا من أن يقال غيره أعبد منه،أو أقوى منه في دين اللّه.و أما العالم فإنه يتفاخر و يقول.أنا متفنن في العلوم،و مطلع على الحقائق،و رأيت من الشيوخ فلانا و فلانا.و من أنت؟و ما فضلك و من لقيت؟و ما الذي سمعت من الحديث؟كل ذلك ليصغره و يعظم نفسه.و أما مباهاته فهو أنه يجتهد في المناظرة أن يغلب و لا يغلب.و يسهر طول الليل و النهار في تحصيل علوم يتجمل بها في المحافل،كالمناظرة،و الجدل و تحسين العبارة،و تسجيع الألفاظ.و حفظ العلوم الغريبة ليغرب بها على الأقران،و يتعظم عليهم.و يحفظ الأحاديث ألفاظها و أسانيدها حتى يرد على من أخطأ فيها،فيظهر فضله و نقصان أقرانه،و يفرح مهما أخطأ واحد منهم


[1] الشعراء:215

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست