responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 27

فكيف يسلم الضعفاء من متأخرى هذه الأمة.فما أعز على بسيط الأرض عالما يستحق أن يقال له عالم.ثم إنه لا يحركه عز العلم و خيلاؤه فإن وجد ذلك فهو صدّيق زمانه،فلا ينبغي أن يفارق بل يكون النظر إليه عبادة،فضلا عن الاستفادة من أنفاسه و أحواله لو عرفنا ذلك و لو في أقصى الصين لسعينا إليه،رجاء أن تشملنا بركته،و تسرى إلينا سيرته و سجيته و هيهات،فأنى يسمح آخر الزمان بمثلهم،فهم أرباب الإقبال و أصحاب الدول،قد انقرضوا في القرن الأول و من يليهم.

بل يعز في زماننا عالم يختلج في نفسه الأسف و الحزن على فوات هذه الخصلة،فذلك أيضا إما معدوم و إما عزيز.و لو لا بشارة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بقوله[1]«سيأتي على النّاس زمان من تمسّك فيه بعشر ما أنتم عليه نجا»لكان جديرا بنا أن نقتحم.و العياذ باللّه تعالى.ورطة اليأس و القنوط،مع ما نحن عليه من سوء أعمالنا.و من لنا أيضا بالتمسك بعشر ما كانوا عليه؟و ليتنا تمسكنا بعشر عشره،فنسأل اللّه تعالى أن يعاملنا بما هو أهله و يستر علينا قبائح أعمالنا كما يقتضيه كرمه و فضله

الثاني:العمل و العبادة.

و ليس يخلو عن رذيلة العز،و الكبر،و استمالة قلوب الناس الزهاد و العبّاد.و يترشح الكبر منهم في الدين و الدنيا.أما في الدنيا.فهو أنهم يرون غيرهم بزيارتهم أولى منهم بزيارة غيرهم و يتوقعون قيام الناس بقضاء حوائجهم،و توقيرهم،و التوسع لهم في المجالس،و ذكرهم بالورع و التقوى،و تقديمهم على سائر الناس في الحظوظ،إلى جميع ما ذكرناه في حق العلماء.و كأنهم يرون عبادتهم منة على الخلق.و أما في الدين،فهو أن يرى الناس هالكين،و يرى نفسه ناجيا و هو الهالك تحقيقا مهما رأى ذلك.قال صلّى اللّه عليه و سلم[2]«إذا سمعتم الرّجل يقول هلك النّاس فهو أهلكهم»و إنما قال ذلك لأن هذا القول منه يدل على أنه مزدر بخلق اللّه ،مغتر باللّه ،آمن من مكره،غير خائف من سطوته.و كيف لا يخاف و يكفيه شرا احتقاره لغيره.قال صلّى اللّه عليه و سلم[3]«كفى بالمرء شرّا أن يحقر أخاه المسلم»و كم من الفرق بينه و بين من يحبه للّٰه،و يعظمه لعبادته و يستعظمه،و يرجو له ما لا يرجوه لنفسه فالخلق يدركون النجاة بتعظيمهم إياه للّٰه.فهم يقربون إلى اللّه تعالى بالدنو منه، و هو يتمقت إلى اللّه بالتنزه و التباعد منهم،كأنه مترفع عن مجالستهم.فما أجدرهم إذا أحبوه

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست