responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 26

كعلم الطلب،و الحساب،و اللغة،و الشعر،و النحو،و فصل الخصومات،و طرق المجادلات فإذا تجرد الإنسان لها حتى امتلأ منها،امتلأ بها كبرا و نفاقا.و هذه بأن تسمى صناعات أولى من أن تسمى علوما.بل العلم هو معرفة العبودية،و الربوبية،و طريق العبادة و هذه تورث التواضع غالبا

السبب الثاني:أن يخوض العبد في العلم و هو خبيث الدخلة

،رديء النفس،سيء الأخلاق.فإنه لم يشتغل أو لا بتهذيب نفسه،و تزكية قلبه بأنواع المجاهدات،و لم يرض نفسه في عبادة ربه،فبقي خبيث الجوهر.فإذا خاض في العلم أي علم كان،صادف العلم من قلبه منزلا خبيثا.فلم يطلب ثمره و لم يظهر في الخير أثره.و قد ضرب وهب لهذا مثلا فقال.العلم كالغيث ينزل من السماء حلوا صافيا،فتشربه الأشجار بعروقها،فتحوله على قدر طعومها.فيزداد المر مرارة،و الحلو حلاوة.فكذلك العلم يحفظه الرجال،فتحوله على قدر هممها و أ هوائها،فيزيد المتكبر كبرا،و المتواضع تواضعا.و هذا لأن من كانت همته الكبر و هو جاهل،فإذا حفظ العلم وجد ما يتكبر به؟فازداد كبرا.و إذا كان الرجل خائفا مع جهله،فازداد علما،علم أن الحجة قد تأكدت عليه،فيزداد خوفا و إشفاقا،و ذلا و تواضعا .

فالعلم من أعظم ما يتكبر به.و لذلك قال تعالى لنبيه عليه السّلام وَ اخْفِضْ جَنٰاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [1]و قال عز و جل وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [2]و وصف أولياءه فقال أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكٰافِرِينَ [3]و كذلك قال صلّى اللّه عليه و سلم.فيما رواه العباس رضي اللّه عنه[1]«يكون قوم يقرءون القرءان لا يجاوز حناجرهم يقولون قد قرأنا القرءان فمن أقرأ منّا و من أعلم منّا»ثم التفت إلى أصحابه و قال«أولئك منكم أيّها الأمّة أولئك هم وقود النّار ».و لذلك قال عمر رضي اللّه عنه.لا تكونوا جبابرة العلماء.فلا يفي علمكم بجهلكم و لذلك استأذن تميم الداري عمر رضي اللّه عنه في القصص،فأبى أن يأذن له،و قال له:إنه الذبح.

و استأذنه رجل كان إمام قوم أنه إذا سلم من صلاته ذكرهم،فقال.إنى أخاف أن تنتفخ حتى تبلغ الثريا.و صلّى حذيفة بقوم،فلما سلم من صلاته قال.لتلتمسن إماما غيري،أو لتصلن وحدانا،فإنى رأيت في نفسي أنه ليس في القوم أفضل منى.فإذا كان مثل حذيفة لا يسلم


[1] الشعراء:215

[2] آل عمران:159.

[3] المائدة:54

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست