responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 25

و جماع ذلك يرجع إلى كمال ديني أو دنيوى.فالدينى هو العلم و العمل.و الدنيوي هو النسب، و الجمال،و القوة،و المال،و كثرة الأنصار.فهذه سبعة أسباب

الأول:العلم.

و ما أسرع الكبر إلى العلماء.و لذلك قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«آفة العلم الخيلاء»فلا يلبث العالم أن يتعزز بعزة العلم،و يستشعر في نفسه جمال العلم و كماله،و يستعظم نفسه،و يستحقر الناس،و ينظر إليهم نظره إلى البهائم،و يستجهلهم،و يتوقع أن يبدءوه بالسلام.فإن بدأ واحدا منهم بالسلام،أورد عليه ببشر،أو قام له،أو أجاب له دعوة،رأى ذلك صنيعة عنده،و يدا عليه يلزمه شكرها و اعتقد أنه أكرمهم،و فعل بهم ما لا يستحقون من مثله،و أنه ينبغي أن يرقوا له و يخدموه،شكرا له على صنيعه .بل الغالب أنهم يبرونه فلا يبرهم، و يزورونه فلا يزورهم.و يعودونه فلا يعودهم،و يستخدم من خالطه منهم و يستسخره في حوائجه، فإن قصر فيه استنكره،كأنهم عبيده أو أجراؤه،و كأن تعليمه العلم صنيعة منه إليهم،و معروف لديهم،و استحقاق حق عليهم.هذا فيما يتعلق بالدنيا.أما في أمر الآخرة،فتكبره عليهم بأن يرى نفسه عند اللّه تعالى أعلى و أفضل منهم،فيخاف عليهم أكثر مما يخاف على نفسه، و يرجو لنفسه أكثر مما يرجو لهم.و هذا بأن يسمى جاهلا أولى من أن يسمى عالما.

بل العلم الحقيقي هو الذي يعرف الإنسان به نفسه و ربه،و خطر الخاتمة،و حجة اللّه على العلماء و عظم خطر العلم فيه،كما سيأتي في طريق معالجة الكبر بالعلم.و هذا العلم يزيد خوفا، و تواضعا،و تخشعا،و يقتضي أن يرى كل الناس خيرا منه،لعظم حجة اللّه عليه بالعلم، و تقصيره في القيام بشكر نعمة العلم،و لهذا قال أبو الدرداء:من ازداد علما ازداد وجعا.و هو كما قال فإن قلت فما بال بعض الناس يزداد بالعلم كبرا و أمنا،

فاعلم أن لذلك سببين:

أحدهما:أن يكون اشتغاله بما يسمى علما،و ليس علما حقيقيا.

و إنما العلم الحقيقي ما يعرف به العبد ربه و نفسه،و خطر أمره في لقاء اللّه و الحجاب منه.و هذا يورث الخشية و التواضع دون الكبر،و الأمن.قال اللّه تعالى إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ [1]فأما وراء ذلك


[1] فاطر:28

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست