responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 24

فقتل المتكبر الذي خالفه،و الذي أمره كبرا .و قال ابن مسعود:كفى بالرجل إثما إذا قيل له اتق اللّه قال عليك نفسك .و قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]لرجل«كل بيمينك»قال لا أستطيع.فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلم«لا استطعت»فما منعه إلا كبره.قال فما رفعها بعد ذلك أي اعتلت يده.

فإذا تكبره على الخلق عظيم،لأنه سيدعوه إلى التكبر على أمر اللّه.و إنما ضرب إبليس مثلا لهذا،و ما حكاه من أحواله إلا ليعتبر به،فإنه قال أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ [1]و هذا الكبر بالنسب،لأنه قال أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نٰارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [2]فحمله ذلك على أن يمتنع من السجود الذي أمره اللّه تعالى به،و كان مبدؤه الكبر على آدم،و الحسد له.فجره ذلك إلى التكبر على أمر اللّه تعالى،فكان ذلك سبب هلاكه أبد الآباد.فهذه آفة من آفات الكبر على العباد عظيمة،و لذلك شرح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم الكبر بهاتين الآفتين،إذ سأله ثابت بن قيس بن شماس فقال:يا رسول اللّه،[2]إنى امرؤ قد حبب إلىّ من الجمال ما ترى،أ فمن الكبر هو؟فقال صلّى اللّه عليه و سلم«لا و لكنّ الكبر من بطر الحقّ و غمص النّاس »و في حديث آخر[3]«من سفه الحقّ»و قوله و غمص الناس،أي ازدراهم و استحقرهم و هم عباد اللّه أمثاله،أو خير منه،و هذه الآفة الأولى.و سفه الحق هو ردّه،و هي الآفة الثانية.

فكل من رأى أنه خير من أخيه،و احتقر أخاه و ازدراه،و نظر إليه بعين الاستصغار، أو ردّ الحق و هو يعرفه،فقد تكبر فيما بينه و بين الخلق،و من أنف من أن يخضع للّٰه تعالى، و يتواضع للّٰه بطاعته و اتباع رسله،فقد تكبر فيما بينه و بين اللّه تعالى و رسله

بيان
ما به التكبر

اعلم أنه لا يتكبر إلا متى استعظم نفسه،و لا يستعظمها إلا و هو يعتقد لها صفة من صفات الكمال


[1] ص:76

[2] ص:76

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست