responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 22

بينما أنت رب تعبد إذ صرت عبدا تعبد!فاستنكف عن عبودية اللّه،و عن اتباع موسى عليه السّلام و قالت قريش فيما أخبر اللّه تعالى عنهم لَوْ لاٰ نُزِّلَ هٰذَا الْقُرْآنُ عَلىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [1]قال قتادة.عظيم القريتين هو الوليد بن المغيرة و أبي مسعود الثقفي طلبوا من هو أعظم رياسة من النبي صلّى اللّه عليه و سلم،إذ قالوا غلام يتيم كيف بعثه اللّه إلينا.فقال تعالى أَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ [2]و قال اللّه تعالى لِيَقُولُوا أَ هٰؤُلاٰءِ مَنَّ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنٰا [3]أي استحقارا لهم و استبعادا لتقديمهم.و قالت قريش لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم.[1]كيف نجلس إليك و عندك هؤلاء!أشاروا إلى فقراء المسلمين، فازدروهم بأعينهم لفقرهم،و تكبروا عن مجالستهم،فأنزل اللّه تعالى وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ [4]إلى قوله مٰا عَلَيْكَ مِنْ حِسٰابِهِمْ [5]و قال تعالى وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لاٰ تَعْدُ عَيْنٰاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا [6]ثم أخبر اللّه تعالى عن تعجبهم حين دخلوا جهنم،إذ لم يروا الذين ازدروهم ،فقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار؟قيل يعنون عمارا و بلالا،و صهيبا،و المقداد رضي اللّه عنهم .ثم كان منهم من منعه الكبر عن الكفر و المعرفة فجهل كونه صلّى اللّه عليه و سلم محقا.و منهم من عرف و منعه الكبر عن الاعتراف.قال اللّه تعالى مخبرا عنهم فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِه ِ [7]و قال وَ جَحَدُوا بِهٰا وَ اسْتَيْقَنَتْهٰا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا [8]و هذا الكبر قريب من التكبر على اللّه عز و جل،و إن كان دونه،و لكنه تكبر على قبول أمر اللّه،و التواضع لرسوله

القسم الثالث:التكبر على العباد.

و ذلك بأن يستعظم نفسه،و يستحقر غيره،فتأبى نفسه عن الانقياد لهم،و تدعوه إلى الترفع عليهم،فيزدريهم و يستصغرهم،و يأنف من مساواتهم.و هذا و إن كان دون الأول و الثاني،فهو أيضا عظيم من وجهين.


[1] الزخرف:31

[2] الزخرف:32

[3] الانعام:53

[4] الانعام:52

[5] الانعام:52

[6] الكهف:28

[7] البقرة:89

[8] النحل:140

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست