responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 21

بيان
المتكبر عليه و درجاته و أقسامه و ثمرات الكبر فيه

اعلم أن المتكبر عليه هو اللّه تعالى،أو رسله،أو سائر خلقه.و قد خلق الإنسان ظلوما جهولا.فتارة يتكبر على الخلق،و تارة يتكبر على الخالق.فإذا

لتكبر باعتبار المتكبر عليه ثلاثة أقسام.

الأول:التكبر على اللّه.

و ذلك هو أفحش أنواع الكبر،و لا مثار له إلا الجهل المحض و الطغيان.مثل ما كان من نمروذ،فإنه كان يحدث نفسه بأن يقاتل رب السماء و كما يحكى عن جماعة من الجهلة،بل ما يحكى عن كل من ادعى الربوبية،مثل فرعون و غيره،فإنه لتكبره قال أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىٰ [1]إذا استنكف أن يكون عبد اللّه.و لذلك قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبٰادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰاخِرِينَ [2]و قال تعالى لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلّٰهِ وَ لاَ الْمَلاٰئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ [3]الآية و قال تعالى وَ إِذٰا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمٰنِ قٰالُوا وَ مَا الرَّحْمٰنُ أَ نَسْجُدُ لِمٰا تَأْمُرُنٰا وَ زٰادَهُمْ نُفُوراً [4]

القسم الثاني:التكبر على الرسل

،من حيث تعزز النفس و ترفعها عن الانقياد لبشر مثل سائر الناس.و ذلك تارة يصرف عن الفكر و الاستبصار،فيبقى في ظلمة الجهل بكبره، فيمتنع عن الانقياد و هو ظان أنه محق فيه.و تارة يمتنع مع المعرفة،و لكن لا تطاوعه نفسه للانقياد للحق،و التواضع للرسل،كما حكى اللّه عن قولهم أَ نُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنٰا [5]و قولهم إِنْ أَنْتُمْ إِلاّٰ بَشَرٌ مِثْلُنٰا [6]وَ لَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخٰاسِرُونَ [7]وَ قٰالَ الَّذِينَ لاٰ يَرْجُونَ لِقٰاءَنٰا لَوْ لاٰ أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلاٰئِكَةُ أَوْ نَرىٰ رَبَّنٰا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَ عَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً [8]وَ قٰالُوا لَوْ لاٰ أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ [9]و قال فرعون فيما أخبر اللّه عنه أَوْ جٰاءَ مَعَهُ الْمَلاٰئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ [10]و قال اللّه تعالى وَ اسْتَكْبَرَ هُوَ وَ جُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [11]فتكبر هو على اللّه و على رسله جميعا .قال وهب .قال له موسى عليه السّلام آمن و لك ملكك.قال حتى أشاور هامان فشاور هامان،فقال هامان


[1] النازعات:24

[2] غافر:6

[3] النساء:172

[4] الفرقان:60

[5] المؤمنون:47

[6] إبراهيم:10

[7] المؤمنون:34

[8] الفرقان:21

[9] الانعام:8

[10] الزخرف:53

[11] القصص:39

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست