responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 209

و على قوة الدين.و أعنى بقوة الدين قوة الإرادة التي تنبعث بإشارة اليقين،و تقمع الشهوة المنبعثة بإشارة الشياطين.فهاتان قوتان تدل المجاهدة عليهما قطعا.و قول القائل إن هذا أسلم،إذ لو فتر لا يعود إلى الذنب،فهذا صحيح و لكن استعمال لفظ الأفضل فيه خطأ و هو كقول القائل العنين أفضل من الفحل،لأنه في أمن من خطر الشهوة و الصبي أفضل من البالغ،لأنه أسلم.و المفلس أفضل من الملك القاهر القامع لأعدائه،لأن المفلس لا عدوّله،و الملك ربما يغلب مرة و إن غلب مرات.و هذا كلام رجل سليم القلب،قاصر النظر على الظواهر،غير عالم بأن العز في الأخطار،و أن العلو شرطه اقتحام الأغرار.بل هو كقول القائل:الصياد الذي ليس له فرس و لا كلب،أفضل في صناعة الاصطياد و أعلى رتبة من صاحب الكلب و الفرس،لأنه آمن من أن يجمح به فرسه، فتنكسر أعضاؤه عند السقوط على الأرض،و آمن من أن يعضه الكلب و يعتدى عليه.و هذا خطأ بل صاحب الفرس و الكلب إذا كان قويا عالما بطريق تأديبهما أعلى رتبة و أحرى بدرك سعادة الصيد

الحالة الثانية:

أن يكون بطلان النزوع بسبب قوة اليقين،و صدق المجاهدة السابقة.إذ بلغ مبلغا قمع هيجان الشهوة،حتى تأدبت بأدب الشرع،فلا تهيج إلا بالإشارة من الدين.و قد سكنت بسبب استيلاء الدين عليها.فهذا أعلى رتبة من المجاهد المقاسى لهيجان الشهوة و قمعها.و قول القائل ليس لذلك فضل الجهاد قصور عن الإحاطة بمقصود الجهاد فإن الجهاد ليس مقصودا لعينه،بل المقصود قطع ضراوة العدوّ،حتى لا يستجرك إلى شهواته،و إن عجز عن استجرارك فلا يصدك عن سلوك طريق الدين.فإذا قهرته و حصلت المقصود،فقد ظفرت و ما دمت في المجاهدة،فأنت بعد في طلب الظفر،و مثاله كمثال من قهر العدوّ و استرقه،بالإضافة إلى من هو مشغول بالجهاد في صف القتال،و لا يدرى كيف يسلم.و مثاله أيضا مثال من علم كلب الصيد و راض الفرس،فهما نائمان عنده بعد ترك الكلب الضراوة و الفرس الجماح،بالإضافة إلى من هو مشغول بمقاساة التأديب بعد.و لقد زل في هذا فريق،فظنوا أن الجهاد هو المقصود الأقصى،و لم يعلموا أن ذلك طلب للخلاص من عوائق الطريق.و ظن آخرون أن قمع الشهوات و إماطتها بالكلية مقصود حتى جرب بعضهم نفسه فعجز عنه،فقال هذا محال،فكذب بالشرع ،و سلك سبيل الإباحة، و استرسل في اتباع الشهوات.و كل ذلك جهل و ضلال و قد قررنا ذلك في كتاب رياضة النفس

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست