responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 204

الاستحلال،فليس له إلا أن يستحل منها،ثم تبقى له مظلمة فليجبرها بالحسنات،كما يجبر مظلمة الميت و الغائب.و أما الذكر و التعريف فهو سيئة جديدة يجب الاستحلال منها و مهما ذكر جنايته،و عرفه المجنى عليه.فلم تسمح نفسه بالاستحلال،بقيت المظلمة عليه.فإن هذا حقه.فعليه أن يتلطف به،و يسعى في مهماته و أغراضه،و يظهر من حبه و الشفقة عليه ما يستميل به قلبه،فإن الإنسان عبد الإحسان،و كل من نفر بسيئة مال بحسنة.فإذا طاب قلبه بكثرة تودده و تلطفه،سمحت نفسه بالإحلال فإن؟؟؟ أبي إلاّ الإصرار،فيكون تلطفه به و اعتذاره إليه من جملة حسناته التي يمكن أن يجبر بها في القيامة جنايته.و ليكن قدر سعيه في فرحه،و سرور قلبه بتودده و تلطفه،كقدر سعيه في أذاه حتى إذا قاوم أحدهما الآخر،أو زاد عليه،أخذ ذلك منه عوضا في القيامة بحكم اللّه به عليه.كمن أتلف في الدنيا مالا،فجاء بمثله،فامتنع من له المال من القبول و عن الإبراء،فإن الحاكم يحكم عليه بالقبض منه شاء أم أبى فكذلك يحكم في صعيد القيامة أحكم الحاكمين،و أعدل المقسطين:و في المتفق عليه من الصحيحين ،عن أبي سعيد الخدري أن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال[1]«كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة و تسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدلّ على راهب فأتاه فقال إنّه قتل تسعة و تسعين نفسا فهل له من توبة قال لا فقتله فكمّل به مائة ثمّ سأل عن أعلم أهل الأرض فدلّ على رجل عالم فقال له إنّه قتل مائة نفس فهل له من توبة قال نعم و من يحول بينه و بين التّوبة انطلق إلى أرض كذا و كذا فإنّ بها أناسا يعبدون اللّه عزّ و جلّ فاعبد اللّه معهم و لا ترجع إلى أرضك فإنّها أرض سوء فانطلق حتّى إذا نصف الطّريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرّحمة و ملائكة العذاب فقالت ملائكة الرّحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى اللّه و قالت ملائكة العذاب إنّه لم يعمل خيرا قطّ فأتاهم ملك في صورة آدمىّ فجعلوه حكما بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيّتهما كان أدنى فهو له فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض الّتي أراد فقبضته ملائكة الرّحمة»و في رواية«فكان إلى القرية الصّالحة أقرب منها بشبر فجعل من أهلها »و في رواية «فأوحى اللّه تعالى إلى هذه أن تباعدي و إلى هذه أن تقرّبي و قال قيسوا ما بينهما فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر له»

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست