responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 201

المحو،فالرجاء فيه أصدق،و الثقة به أكثر من أن يواظب على نوع واحد من العبادات،و إن كان ذلك أيضا مؤثرا في المحو فهذا حكم ما بينه و بين اللّه تعالى.و يدل على أن الشيء يكفر بضده أن حب الدنيا رأس كل خطيئة ،و أثر اتباع الدنيا في القلب السرور بها.و الحنين إليها.فلا جرم كان كل أذى يصيب المسلم ينبو بسببه قلبه عن الدنيا يكون كفارة له إذ القلب يتجافى بالهموم و الغموم عن دار الهموم .قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«من الذّنوب ذنوب لا يكفّرها إلاّ الهموم»و في لفظ آخر«إلاّ الهمّ بطلب المعيشة»و في حديث عائشة رضي اللّه عنها[2]«إذا كثرت ذنوب العبد و لم تكن له أعمال تكفّرها أدخل اللّه تعالى عليه الهموم فتكون كفّارة لذنوبه »و يقال إن الهم الذي يدخل على القلب و العبد لا يعرفه،هو ظلمة الذنوب و الهم بها.و شعور القلب بوقفة الحساب و هول المطلع .فإن قلت:هم الإنسان غالبا بماله و ولده و جاهه،و هو خطيئة،فكيف يكون كفارة؟ فاعلم أن الحب له خطيئة،و الحرمان عنه كفارة و لو تمتع به لتمت الخطيئة فقد روى أن جبريل عليه السلام،دخل على يوسف عليه السّلام في السجن،فقال له:كيف تركت الشيخ الكبير ؟فقال قد حزن عليك حزن مائة ثكلى،قال فما له عند اللّه؟قال أجر مائة شهيد فإذن الهموم أيضا مكفرات حقوق اللّه فهذا حكم ما بينه و بين اللّه تعالى.

و أما مظالم العباد

ففيها أيضا معصية و جناية على حق اللّه تعالى فإن اللّه تعالى نهى عن ظلم العباد أيضا.فما يتعلق منه بحق اللّه تعالى تداركه بالندم و التحسر،و ترك مثله في المستقبل،و الإتيان بالحسنات التي هي أضدادها.فيقابل إيذاءه الناس بالإحسان إليهم و يكفر غصب أموالهم بالتصدق بملكه الحلال و يكفر تناول أعراضهم بالغيبة و القدح فيهم بالثناء على أهل الدين ،و إظهار ما يعرف من خصال الخير من أقرانه و أمثاله.و يكفر قتل النفوس بإعتاق الرقاب لأن ذلك إحياء،إذا العبد مفقود لنفسه،موجود لسيده.و الإعتاق إيجاد لا يقدر الإنسان على أكثر منه،فيقابل الإعدام بالإيجاد.و بهذا تعرف أن ما ذكرناه من سلوك طريق المضادة في التكفير و المحو مشهود له في الشرع،حيث كفر القتل بإعتاق رقبة.ثم إذا فعل ذلك كله لم ينجه و لم يكفه،ما لم يخرج عن مظالم العباد.و مظالم العباد إما في النفوس،أو الأموال،أو الأعراض،أو القلوب أعنى به الإيذاء

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست