responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 200

جميع ذلك،فإن ذلك لا يجزيه أصلا.و حساب الزكاة و معرفة ذلك يطول،و يحتاج فيه إلى تأمل شاف و يلزمه أن يسأل عن كيفية الخروج عنه من العلماء.

و أما الحج

،فإن كان قد استطاع في بعض السنين و لم يتفق له الخروج،و الآن قد أفلس فعليه الخروج.فإن لم يقدر مع الإفلاس،فعليه أن يكتسب من الحلال قدر الزاد.فإن لم يكن له كسب و لا مال،فعليه أن يسأل الناس ليصرف إليه من الزكاة أو الصدقات ما يحج به ،فإنه إن مات قبل الحج مات عاصيا.قال عليه السّلام [1]«من مات و لم يحجّ فليمت إن شاء يهوديّا و إن شاء نصرانيّا »و العجز الطارئ بعد القدرة لا يسقط عنه الحج فهذا طريق تفتيشه عن الطاعات و تداركها.

و أما المعاصي

،فيجب أن يفتش من أول بلوغه عن سمعه،و بصره و لسانه،و بطنه،و يده،و رجله،و فرجه،و سائر جوارحه ثم ينظر في جميع أيامه و ساعاته،و يفصل عند نفسه ديوان معاصيه،حتى يطلع على جميعها صغائرها و كبائرها،ثم ينظر فيها.فما كان من ذلك بينه و بين اللّه تعالى من حيث لا يتعلق بمظلمة العباد،كنظر إلى غير محرم،و قعود في مسجد مع الجنابة،و مس مصحف بغير وضوء،و اعتقاد بدعة،و شرب خمر و سماع ملاه،و غير ذلك مما لا يتعلق بمظالم العباد،فالتوبة عنها بالندم و التحسر عليها،و بأن يحسب مقدارها من حيث الكبر و من حيث المدة،و يطلب لكل معصية منها حسنة تناسبها.فيأتي من الحسنات بمقدار تلك السيئات،أخذا من قوله صلّى اللّه عليه و سلم[2]«اتّق اللّه حيث كنت و أتبع السّيّئة الحسنة تمحها »بل من قوله تعالى إِنَّ الْحَسَنٰاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئٰاتِ [1]فيكفر سماع الملاهي بسماع القرءان و بمجالس الذكر.و يكفر القعود في المسجد جنبا بالاعتكاف فيه مع الاشتغال بالعبادة.و يكفر مس المصحف محدثا بإكرام المصحف و كثرة قراءة القرءان منه،و كثرة تقبيله ،و بأن يكتب مصحفا و يجعله وقفا.و يكفر شرب الخمر بالتصدق بشراب حلال،و هو أطيب منه و أحب إليه و عد جميع المعاصي غير ممكن و إنما المقصود سلوك الطريق المضادة.فإن المرض يعالج بضده.فكل ظلمة ارتفعت إلى القلب بمعصية،فلا يمحوها إلا نور يرتفع إليها بحسنة تضادها و المتضادات هي المتناسبات،فلذلك ينبغي أن تمحى كل سيئة بحسنة من جنسها لكن تضادها فإن البياض بزال بالسواد لا بالحرارة و البرودة.و هذا التدريج و التحقيق من التلطف في طريق


[1] هود:141

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست