responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 198

يتضاعف ثوابهم على الحسنات إذا اتبعوا.فإذا ترك التجمل و الميل إلى الدنيا،و قنع منها باليسير و من الطعام بالقوت،و من الكسوة بالخلق،فيتبع عليه و يقتدى به العلماء و العوام،فيكون له مثل ثوابهم و إن مال إلى التجمل،مالت طباع من دونه إلى التشبه به ،و لا يقدرون على التجمل إلا بخدمة السلاطين،و جمع الحطام من الحرام.و يكون هو السبب في جميع ذلك.

فحركات العلماء في طورى الزيادة و النقصان تتضاعف آثارها،إما بالربح،و إما بالخسران:و هذا القدر كاف في تفاصيل الذنوب التي التوبة توبة عنها

الركن الثالث
في تمام التوبة و شروطها و دوامها إلى آخر العمر

قد ذكرنا أن التوبة عبارة عن ندم يورث عزما و قصدا.

و ذلك الندم أورثه العلم بكون المعاصي حائلا بينه و بين محبوبه.و لكل واحد من العلم و الندم و العزم دوام و تمام.و لتمامها علامة، و لدوامها شروط.فلا بد من بيانها،أما العلم فالنظر فيه نظر في سبب التوبة و سيأتي.و أما الندم:

فهو توجع القلب عند شعوره بفوات المحبوب.و علامته طول الحسرة،و الحزن،و انسكاب الدمع، و طول البكاء و الفكر.فمن استشعر عقوبة نازلة بولده أو ببعض أعزته ،طال عليه مصيبته و بكاؤه .

و أي عزيز أعز عليه من نفسه،و أي عقوبة أشد من النار،و أي شيء أدل على نزول العقوبة من المعاصي و أي مخبر أصدق من اللّه و رسوله!و لو حدثه إنسان واحد يسمى طبيبا،أن مرض ولده المريض لا يبرأ،و أنه سيموت منه،لطال في الحال حزنه.فليس ولده بأعز من نفسه،و لا الطبيب بأعلم و لا أصدق من اللّه و رسوله،و لا الموت بأشد من النار،و لا المرض بأدل على الموت من المعاصي على سخط اللّه تعالى،و التعرض بها للنار.فألم الندم كلما كان أشد كان تكفير الذنوب به أرجى.فعلامة صحة الندم رقة القلب،و غزارة الدمع.و في الخبر[1]«جالسوا التّوّابين فإنّهم أرقّ أفئدة»

و من علامته أن تتمكن مرارة تلك الذنوب في قلبه

بدلا عن حلاوتها،فيستبدل بالميل كراهية،و بالرغبة نفرة.و في الإسرائيليات أن اللّه سبحانه و تعالى قال لبعض أنبيائه،و قد سأله قبول توبة عبد،بعد أن اجتهد سنين في العبادة و لم ير قبول توبته فقال:و عزتي و جلالي،لو شفع فيه أهل السموات و الأرض ما قبلت توبته،و حلاوة ذلك الذنب الذي

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست