responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 197

فعله.فهما جنايتان انضمتا إلى جنايته،فغلظت به.فإن انضاف إلى ذلك الترغيب للغير فيه و الحمل عليه،و تهيئة الأسباب له،صارت جناية رابعة،و تفاحش الأمر.و في الخبر[1] «كلّ النّاس معافى إلاّ المجاهرين يبيت أحدهم على ذنب قد ستره اللّه عليه فيصبح فيكشف ستر اللّه و يتحدّث بذنبه»و هذا لأن من صفات اللّه و نعمه أنه يظهر الجميل و يستر القبيح،و لا يهتك الستر.فالإظهار كفران لهذه النعمة.و قال بعضهم:لا تذنب فإن كان و لا بد فلا ترغب غيرك فيه فتذنب ذنبين.و لذلك قال تعالى اَلْمُنٰافِقُونَ وَ الْمُنٰافِقٰاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوف ِ [1]و قال بعض السلف:

ما انتهك المرء من أخيه حرمة أعظم من أن يساعده على معصية،ثم يهونها عليه

و منها أن يكون المذنب عالما يقتدى به

فإذا فعله بحيث يرى ذلك منه كبر ذنبه كلبس.

العالم الإبريسم،و ركوبه مراكب الذهب،و أخذه مال الشبهة من أموال السلاطين،و دخوله على السلاطين،و تردده عليهم،و مساعدته إياهم بترك الإنكار عليهم،و إطلاق اللسان في الأعراض و تعديه باللسان في المناظرة،و قصده الاستخفاف،و اشتغاله من العلوم بما لا يقصد منه إلا الجاه،كعلم الجدل و المناظرة.فهذه ذنوب يتبع العالم عليها،فيموت العالم و يبقى شره مستطيرا في العالم آمادا متطاولة.فطوبى لمن إذا مات ماتت ذنوبه معه.و في الخبر[2]«من سنّ سنّة سيّئة فعليه وزرها و وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيئا»قال تعالى وَ نَكْتُبُ مٰا قَدَّمُوا وَ آثٰارَهُم ْ [2]و الآثار ما يلحق من الأعمال بعد انقضاء العمل و العامل و قال ابن عباس:ويل للعالم من الأتباع،يزل زلة فيرجع عنها،و يحملها الناس فيذهبون بها في الآفاق .و قال بعضهم.مثل زلة العالم مثل انكسار السفينة تغرق و يغرق أهلها.و في الإسرائيليات أن عالما كان يضل الناس بالبدعة،ثم أدركته توبة،فعمل في الإصلاح دهرا.

فأوحى اللّه تعالى إلى نبيهم.قل له إن ذنبك لو كان فيما بيني و بينك لغفرته لك و لكن كيف بمن أضللت من عبادي فأدخلتهم النار؟.فبهذا يتضح أن أمر العلماء مخطر،فعليهم وظيفتان إحداهما:ترك الذنب،و الأخرى إخفاؤه.و كما تتضاعف أوزارهم على الذنوب،فكذلك


[1] التوبة:67

[2] يس:12

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست