responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 186

لأعلاه،و أدناه التعذيب بالمناقشة في الحساب،كما أن الملك قد يعذب بعض المقصرين في الأعمال بالمناقشة في الحساب،ثم يعفو.و قد يضرب بالسياط،و قد يعذب بنوع آخر من العذاب و يتطرق إلى العذاب اختلاف ثالث في غير المدة و الشدة،و هو اختلاف الأنواع.

إذ ليس من يعذب بمصادرة المال فقط،كمن يعذب بأخذ المال،و قتل الولد و استباحة الحريم،و تعذيب الأقارب،و الضرب،و قطع اللسان،و اليد،و الأنف،و الأذن و غيره.

فهذه الاختلافات ثابتة في عذاب الآخرة،دل عليها قواطع الشرع.و هي بحسب اختلاف قوة الإيمان و ضعفه،و كثرة الطاعات و قلتها،و كثرة السيئات و قلتها أما شدة العذاب فبشدة قبح السيئات و كثرتها.و أما كثرته فبكثرتها .و أما اختلاف أنواعه فباختلاف أنواع السيئات.و قد انكشف هذا لأرباب القلوب مع شواهد القرءان بنور الإيمان،و هو المعنى ّ بقوله تعالى وَ مٰا رَبُّكَ بِظَلاّٰمٍ لِلْعَبِيدِ [1]و بقوله تعالى اَلْيَوْمَ تُجْزىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ [2]و بقوله تعالى وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسٰانِ إِلاّٰ مٰا سَعىٰ [3]و بقوله تعالى فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [4]إلى غير ذلك مما ورد في الكتاب و السنة،من كون العقاب و الثواب جزاء على الأعمال.و كل ذلك بعدل لا ظلم فيه.و جانب العفو و الرحمة أرجح،إذ قال تعالى فيما أخبر عنه نبينا صلّى اللّه عليه و سلم[1]«سبقت رحمتي غضبي»و قال تعالى وَ إِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضٰاعِفْهٰا وَ يُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً [5]فإذا هذه الأمور الكلية من ارتباط الدرجات و الدركات بالحسنات و السيئات،معلومة بقواطع الشرع و نور المعرفة فأما التفصيل فلا يعرف إلا ظنا،و مستنده ظواهر الأخبار و نوع خدس يستمد من أنوار الاستبصار بعين الاعتبار فنقول كل من أحكم أصل الإيمان،و اجتنب جميع الكبائر،و أحسن جميع الفرائض، أعنى الأركان الخمسة،و لم يكن منه إلا صغائر متفرقة لم يصرّ عليها،فيشبه أن يكون عذابه المناقشة في الحساب فقط.فإنه إذا حوسب رجحت حسناته على سيئاته.إذ ورد في الأخبار أن الصلوات الخمس،و الجمعة و صوم رمضان ،كفارات لما بينهن.و كذلك اجتناب الكبائر


[1] فصلت:46

[2] غافر:17

[3] النجم:39

[4] الزلزال:7،8

[5] النساء:40

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست