responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 187

بحكم نص القرءان مكفر للصغائر.و أقل درجات التكفير أن يدفع العذاب إن لم يدفع الحساب.و كل من هذا حاله فقد ثقلت موازينه فينبغي أن يكون بعد ظهور الرجحان في الميزان،و بعد الفراغ من الحساب،في عيشة راضية.نعم:التحاقه بأصحاب اليمين، أو بالمقربين،و نزوله في جنات عدن،أو في الفردوس الأعلى،فكذلك يتبع أصناف الإيمان، لأن الإيمان إيمانان:تقليدي كإيمان العوام،يصدقون بما يستمعون و يستمرون عليه، و إيمان كشفى يحصل بانشراح الصدر بنور اللّه،حتى ينكشف فيه الوجود كله على ما هو عليه فيتضح أن الكل إلى اللّه مرجعه و مصيره،إذ ليس في الوجود إلا اللّه تعالى و صفاته و أفعاله.فهذا الصنف هم المقربون النازلون في الفردوس الأعلى،و هم على غاية القرب من الملإ الأعلى ،و هم أيضا على أصناف:فمنهم السابقون،و منهم من دونهم .و تفاوتهم بحسب تفاوت معرفتهم باللّه تعالى:و درجات العارفين في المعرفة باللّه تعالى لا تنحصر،إذ الإحاطة بكنه جلال اللّه غير ممكنة،و بحر المعرفة ليس له ساحل و عمق،و إنما يغوص فيه الغواصون بقدر قواهم،و بقدر ما سبق لهم من اللّه تعالى في الأزل.فالطريق إلى اللّه تعالى لا نهاية لمنازله فالسالكون سبيل اللّه لا نهاية لدرجاتهم و أما المؤمن إيمانا تقليديا من أصحاب اليمين.و درجته دون درجة المقربين.و هم أيضا على درجات:فالأعلى من درجات أصحاب اليمين تقارب رتبته رتبة الأدنى من درجات المقربين هذا حال من اجتنب كل الكبائر،و أدى الفرائض كلها،أعنى الأركان الخمسة،التي هي النطق بكلمة الشهادة باللسان،و الصلاة،و الزكاة،و الصوم،و الحج فأما من ارتكب كبيرة أو كبائر،أو أهمل بعض أركان الإسلام.فإن تاب توبة نصوحا قبل قرب الأجل،التحق بمن لم يرتكب.لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له و الثوب المغسول كالذي لم يتوسخ أصلا و إن مات قبل التوبة،فهذا أمر مخطر عند الموت،إذ ربما يكون موته على الإصرار سببا لتزلزل إيمانه ،فيختم له بسوء الخاتمة،لا سيما إذا كان إيمانه تقليديا،فإن التقليد و إن كان جزما فهو قابل للانحلال بأدنى شك و خيال.و العارف البصير أبعد أن يخاف عليه سوء الخاتمة.و كلاهما إن ماتا على الإيمان يعذبان،إلا أن يعفو اللّه،عذابا يزيد على عذاب المناقشة

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست