responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 180

قبل طلوع الفجر.قال صدقت.و جاء رجل آخر فقال:رأيت كأنى أصب الزيت في الزيتون.فقال إن كان تحتك جارية اشتريتها ففتش عن حالها،فإنها أمك سبيت في صغرك،لأن الزيتون أصل الزيت،فهو يردّ إلى الأصل.فنظر فإذا جاريته كانت أمه، و قد سبيت في صغره.و قال له آخر:رأيت كأنى أقلد الدر في أعناق الخنازير.

فقال إنك تعلم الحكمة غير أهلها،فكان كما قال و التعبير من أوله إلى آخره أمثال تعرفك طريق ضرب الأمثال.و إنما نعني بالمثل أداء المعنى في صورة إن نظر إلى معناه وجد صادقا.و إن نظر إلى صورته وجده كاذبا.فالمؤذن إن نظر إلى صورة الخاتم و الختم به على الفروج رآه كاذبا،فإنه لم يختم به قط.و إن نظر إلى معناه وجد صادقا،إذ صدر منه روح الختم،و معناه،و هو المنع الذي يراد الختم له.و ليس للأنبياء أن يتكلموا مع الخلق إلا بضرب الأمثال،لأنهم كلفوا أن يكلموا الناس على قدر عقولهم،و قدر عقولهم أنهم في النوم،و النائم لا يكشف له عن شيء إلا بمثل،فإذا ماتوا انتبهوا و عرفوا أن المثل صادق.و لذلك قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرّحمن»و هو من المثال الذي لا يعقله إلا العالمون.فأما الجاهل فلا يجاوز قدره ظاهر المثال،لجهله بالتفسير الذي يسمى تأويلا،كما يسمى تفسير ما يرى من الأمثلة في النوم تعبيرا،فيثبت للّٰه تعالى يدا و أصبعا،تعالى اللّه عن قوله علوّا كبيرا و كذلك في قوله صلّى اللّه عليه و سلم[2]«إنّ اللّه خلق آدم على صورته»فإنه لا يفهم من الصورة إلا اللون و الشكل و الهيئة،فيثبت للّٰه تعالى مثل ذلك،تعالى اللّه عن قوله علوّا كبيرا و من هاهنا زل من زل في صفات إلهية،حتى في الكلام،و جعلوه صوتا و حرفا إلى غير ذلك من الصفات،و القول فيه يطول و كذلك قد يرد في أمر الآخرة ضرب أمثلة يكذب بها الملحد،بجمود نظره على ظاهر المثال و تناقضه عنده كقوله صلّى اللّه عليه و سلم[3]«يؤتى بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح فيذبح »فيثور الملحد الأحمق و يكذب،و يستدل به على كذب الأنبياء

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست