responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 179

و الشهادات.و ليس لبس الحرير،و سماع الملاهي،و اللعب بالنرد،و مجالسة أهل الشرب في وقت الشرب،و الخلوة بالأجنبيات،و أمثال هذه الصغائر من هذا القبيل.فإلى مثل هذا المنهاج ينبغي أن ينظر في قبول الشهادة وردها،لا إلى الكبيرة و الصغيرة ثم آحاد هذه الصغائر التي لا ترد الشهادة بها لو واظب عليها لأثر في رد الشهادة .

كمن اتخذ الغيبة و ثلب الناس عادة .و كذلك مجالسة الفجار و مصادقتهم.و الصغيرة تكبر بالمواظبة ،كما أن المباح يصير صغيرة بالمواظبة كاللعب بالشطرنج،و الترنم بالغناء على الدوام و غيرهما .فهذا بيان حكم الصغائر و الكبائر

بيان
كيفية توزع الدرجات و الدركات في الآخرة على الحسنات و السيئات في الدنيا

اعلم أن الدنيا من عالم الملك و الشهادة ،و الآخرة من عالم الغيب و الملكوت .و أعنى بالدنيا حالتك قبل الموت،و بالآخرة حالتك بعد الموت.فدنياك و آخرتك صفاتك و أحوالك يسمى القريب الداني منها دنيا،و المتأخر آخرة.و نحن الآن نتكلم من الدنيا في الآخرة فإنا الآن نتكلم في الدنيا و هو عالم الملك،و غرضنا شرح الآخرة و هي عالم الملكوت.

و لا يتصور شرح عالم الملكوت في عالم الملك إلا بضرب الأمثال.و لذلك قال تعالى وَ تِلْكَ الْأَمْثٰالُ نَضْرِبُهٰا لِلنّٰاسِ وَ مٰا يَعْقِلُهٰا إِلاَّ الْعٰالِمُونَ [1]و هذا لأن عالم الملك نوم بالإضافة إلى عالم الملكوت.و لذلك قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«النّاس نيام فإذا ماتوا انتبهوا»و ما سيكون في اليقظة لا يتبين لك في النوم،إلا الأمثال المحجوبة إلى التعبير، فكذلك ما سيكون في يقظة الآخرة لا يتبين في نوم الدنيا إلا في كثرة الأمثال .و أعنى بكثرة الأمثال ما تعرفه من علم التعبير.

و يكفيك منه إن كنت فطنا ثلاثة أمثلة.فقد جاء رجل إلى ابن سيرين فقال:رأيت كأن في يدي خاتما أختم به أفواه الرجال و فروج النساء.فقال إنك مؤذن تؤذن في رمضان


[1] العنكبوت:43

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست