responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 18

و إن خف فأنا لئيم .و قال أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه:وجدنا الكرم في التقوى، و الغنى في اليقين،و الشرف في التواضع .نسأل اللّه الكريم حسن التوفيق

بيان
حقيقة الكبر و آفته

اعلم أن الكبر ينقسم إلى باطن و ظاهر.فالباطن هو خلق في النفس،و الظاهر هو أعمال تصدر عن الجوارح.و اسم الكبر بالخلق الباطن أحق.و أما الأعمال فإنها ثمرات لذلك الخلق.و خلق الكبر موجب للأعمال.و لذلك إذا ظهر على الجوارح يقال تكبر و إذا لم يظهر يقال في نفسه كبر.فالأصل هو الخلق الذي في النفس،و هو الاسترواح و الركون إلى رؤية النفس فوق المتكبر عليه.فإن الكبر يستدعى متكبرا عليه،و متكبرا به و به ينفصل الكبر عن العجب كما سيأتي.فإن العجب لا يستدعى غير المعجب .بل لو لم يخلق الإنسان إلا وحده تصور أن يكون معجبا،و لا يتصور أن يكون متكبرا،إلا أن يكون مع غيره،و هو يرى نفسه فوق ذلك الغير في صفات الكمال،فعند ذلك يكون متكبرا.و لا يكفي أن يستعظم نفسه ليكون متكبرا،فإنه قد يستعظم نفسه،و لكنه يرى غيره أعظم من نفسه،أو مثل نفسه،فلا يتكبر عليه.و لا يكفي أن يستحقر غيره فإنه مع ذلك لو رأى غيره مثل نفسه لم يتكبر.بل ينبغي أن يرى لنفسه مرتبة،و لغيره مرتبة،ثم يرى مرتبة نفسه فوق مرتبة غيره.فعند هذه الاعتقادات الثلاثة يحصل فيه خلق الكبر،لا أن هذه الرؤية تنفى الكبر.بل هذه الرؤية و هذه العقيدة تنفخ فيه،فيحصل في قلبه اعتداد،و هزة،و فرح،و ركون إلى ما اعتقده،و عز في نفسه بسبب ذلك.فتلك العزة،و الهزة،و الركون إلى العقيدة هو خلق الكبر.و لذلك قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم[1]«أعوذ بك من نفخة الكبرياء»و كذلك قال عمر.أخشى أن تنتفخ حتى تبلغ الثريا،للذي استأذنه أن يعظ بعد صلاة الصبح

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست