responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 178

من مقدماته،كسماع الملاهي و الأوتار.نعم:من يشتهي الخمر و سماع الأوتار،فيمسك نفسه بالمجاهدة عن الخمر،و يطلقها في السماع،فمجاهدته النفس بالكف ربما تمحو عن قلبه الظلمة التي ارتفعت إليه من معصية السماع فكل هذه أحكام أخروية،و يجوز أن يبقى بعضها في محل الشك،و تكون من المتشابهات،فلا يعرف تفصيلها إلا بالنص ،و لم يرد النص بعد،و لا حد جامع ،بل ورد بألفاظ مختلفات.فقد روى أبو هريرة رضي اللّه عنه أنه قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1] «الصّلاة إلى الصّلاة كفّارة و رمضان إلى رمضان كفّارة إلاّ من ثلاث إشراك باللّه و ترك السّنّة و نكث الصّفقة»قيل ما ترك السنة؟قيل الخروج عن الجماعة،و نكث الصفقة أن يبايع رجلا ثم يخرج عليه بالسيف يقاتله.فهذا و أمثاله من الألفاظ لا يحيط بالعدد كله و لا يدل على حد جامع،فيبقى لا محالة مبهما فإن قلت الشهادة لا تقبل إلا ممن يجتنب الكبائر،و الورع عن الصغائر ليس شرطا في قبول الشهادة،و هذا من أحكام الدنيا،فاعلم أنا لا نخصص رد الشهادة بالكبائر.فلا خلاف في أن من يسمع الملاهي،و يلبس الديباج،و يتختم بخاتم الذهب،و يشرب في أواني الذهب و الفضة،لا تقبل شهادته،و لم يذهب أحد إلى أن هذه الأمور من الكبائر .و قال الشافعي رضي اللّه عنه:إذا شرب الحنفي النبيذ حددته ،و لم أردّ شهادته.فقد جعله كبيرة بإيجاب الحد، و لم يرد به الشهادة،فدل على أن الشهادة نفيا و إثباتا لا تدور على الصغائر و الكبائر.بل كل الذنوب تقدح في العدالة،إلا ما لا يخلو الإنسان عنه غالبا بضرورة مجاري العادات،كالغيبة،و التجسس، و سوء الظن،و الكذب في بعض الأقوال،و سماع الغيبة،و ترك الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر،و أكل الشبهات،و سب الولد و الغلام،و ضربهما بحكم الغضب زائدا على المصلحة ،و إكرام السلاطين الظلمة،و مصادقة الفجار،و التكاسل عن تعليم الأهل و الولد جميع ما يحتاجون إليه من أمر الدين.فهذه ذنوب لا يتصور أن ينفك الشاهد عن قليلها أو كثيرها إلا بأن يعتزل الناس،و يتجرد لأمور الآخرة،و يجاهد نفسه مدة بحيث يبقى على سمته مع المخالطة بعد ذلك.و لو لم يقبل إلا قول مثله لعز وجوده،و بطلت الأحكام.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست