responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 168

المدح،و الثناء،و العز،و الغنى،و حب دوام البقاء،و طلب الاستعلاء على الكافة،حتى كأنه يريد أن يقول أنا ربكم الأعلى.و هذا يتشعب منه جملة من كبائر الذنوب،غفل عنها الخلق و لم يعدوها ذنوبا،و هي المهلكات العظيمة،التي هي كالأمهات لأكثر المعاصي،كما استقصيناه في ربع المهلكات الثانية:هي الصفة الشيطانية،التي منها يتشعب الحسد،و البغي،و الحيلة،و الخداع و الأمر بالفساد و المنكر.و فيه يدخل الغش،و النفاق،و الدعوة إلى البدع و الضلال الثالثة:الصفة البهيمية،و منها يتشعب الشره،و الكلب،و الحرص على فضاء شهوة البطن و الفرج و منه يتشعب الزنا،و اللواط،و السرقة و أكل مال الأيتام،و جمع الحطام لأجل الشهوات الرابعة:الصفة السبعية،و منها يتشعب الغضب،و الحقد،و التهجم على الناس بالضرب و الشتم،و القتل،و استهلاك الأموال.و يتفرع عنها جمل من الذنوب.

و هذه الصفات لها تدريج في الفطرة،فالصفة البهيمية هي التي تغلب أولا،ثم تتلوها الصفة السبعية ثانيا،ثم إذا اجتمعا استعملا العقل في الخداع،و المكر،و الحيلة،و هي الصفة الشيطانية،ثم بالآخرة تغلب الصفات الربوبية،و هي الفخر،و العز،و العلو،و طلب الكبرياء،و قصد الاستيلاء على جميع الخلق.

فهذه أمهات للذنوب و منابعها.ثم تتفجر الذنوب من هذه المنابع على الجوارح،فبعضها في القلب خاصة كالكفر،و البدعة،و النفاق،و إضمار السوء للناس.و بعضها على العين و السمع،و بعضها على اللسان،و بعضها على البطن و الفرج،و بعضها على اليدين و الرجلين و بعضها على جميع البدن.و لا حاجة إلى بيان تفصيل ذلك فإنه واضح-قسمة ثانية:-

اعلم أن الذنوب تنقسم إلى ما بين العبد و بين اللّه تعالى

،و إلى ما يتعلق بحقوق العباد.

فما يتعلق بالعبد خاصة كترك الصلاة،و الصوم،و الواجبات الخاصة به.و ما يتعلق بحقوق العباد كتركه الزكاة،و قتله النفس،و غصبه الأموال،و شتمه الأعراض.و كل متناول من حق الغير فإما نفس،أو طرف،أو مال،أو عرض،أو دين،أو جاه.و تناول الدين بالإغواء،و الدعاء إلى البدعة،و الترغيب في المعاصي،و تهيج أسباب الجراءة على اللّه تعالى كما يفعله بعض الوعاظ بتغليب جانب الرجاء على جانب الخوف،و ما يتعلق بالعباد،فالأمر فيه أغلظ

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست