responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 167

الأزلية فواجب كونه لا محالة.فإن قلت:فما من تائب إلا و هو شاك في قبول توبته و الشارب للماء لا يشك في زوال عطشه ،فلم يشك فيه فأقول:شكه في القبول كشكه في وجود شرائط الصحة.فإن للتوبة أركانا و شروطا دقيقة كما سيأتي،و ليس يتحقق وجود جميع شروطها،كالذي يشك في دواء شربه للإسهال في أنه هل يسهل،و ذلك لشكه في حصول شروط الإسهال في الدواء،باعتبار الحال و الوقت و كيفية خلط الدواء و طبخه،و جودة عقاقيره و أدويته.فهذا و أمثاله موجب للخوف بعد التوبة،و موجب للشك في قبولها لا محالة،على ما سيأتي في شروطها إن شاء اللّه تعالى

الركن الثاني
فيما عنه التوبة و هي الذنوب صغائرها و كبائرها

اعلم أن التوبة ترك الذنب.و لا يمكن ترك الشيء إلا بعد معرفته.و إذا كانت التوبة واجبة،كان ما لا يتوصل إليها إلا به واجبا.فمعرفة الذنوب إذا واجبة.و الذنب عبارة عن كل ما هو مخالف لأمر اللّه تعالى،في ترك أو فعل.و تفصيل ذلك يستدعى شرح التكليفات من أولها إلى آخرها،و ليس ذلك من غرضنا .و لكنا نشير إلى مجامعها و روابط أقسامها ،و اللّه الموفق للصواب برحمته

بيان
أقسام الذنوب بالإضافة إلى صفات العبد

اعلم أن للإنسان أوصافا و أخلاقا كثيرة،على ما عرف شرحه في كتاب عجائب القلب و غوائله و لكن تنحصر مثارات الذنوب في أربع صفات:صفات ربوبية،و صفات شيطانية،و صفات بهيمية،و صفات سبعية.و ذلك لأن طينة الإنسان عجنت من أخلاط مختلفة،فاقتضى كل واحد من الأخلاط في المعجون منه أثرا من الآثار،كما يقتضي السكر و الخل،و الزعفران،في السكنجبين آثارا مختلفة

فأما ما يقتضي النزوع إلى الصفات الربوبية

،فمثل الكبر،و الفخر،و الجبرية،و حب

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست