responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 166

بعضهم:أنا أعلم متى يغفر اللّه لي.قيل و متى؟قال إذا تاب على.و قال آخر،أنا من أن أحرم التوبة أخوف من أن أحرم المغفرة.أي المغفرة من لوازم التوبة و توابعها لا محالة و يروى أنه كان في بني إسرائيل شاب عبد اللّه تعالى عشرين سنة،ثم عصاه عشرين سنة.ثم نظر في المرآة فرأى الشيب في لحيته،فساءه ذلك ،فقال:إلهى أطعتك عشرين سنة،ثم عصيتك عشرين سنة.فإن رجعت إليك أ تقبلنى؟فسمع قائلا يقول و لا يرى شخصا.أحببتنا فأحببناك،و تركتنا فتركناك،و عصيتنا فأمهلناك،و إن رجعت إلينا قبلناك و قال ذو النون المصري رحمه اللّه تعالى:إن اللّه عبادا نصبوا أشجار الخطايا نصب روامق القلوب،و سقوها بماء التوبة،فأثمرت ندما و حزنا،فجنوا من غير جنون،و تبلدوا من غير عىّ و لا بكم،و أنهم هم البلغاء الفصحاء،العارفون باللّه و رسوله،ثم شربوا بكأس الصفاء فورثوا الصبر على طول البلاء،ثم تولهت قلوبهم في الملكوت،و جالت أفكارهم بين سرايا حجب الجبروت،و استظلوا تحت رواق الندم،و قرءوا صحيفة الخطايا،فأورثوا أنفسهم الجزع،حتى وصلوا إلى علو الزهد بسلم الورع،فاستعذبوا مرارة الترك للدنيا، و استلانوا خشونة المضجع،حتى ظفروا بحبل النجاة و عروة السلامة،و سرحت أرواحهم في العلا ،حتى أناخوا في رياض النعيم،و خاضوا في بحر الحياة،و ردموا خنادق الجزع و عبروا جسور الهوى،حتى نزلوا بفناء العلم،و استقوا من غدير الحكمة،و ركبوا سفينة الفطنة،و أقلعوا بريح النجاة في بحر السلامة،حتى صلوا إلى رياض الراحة،و معدن العز و الكرامة.فهذا القدر كاف في بيان أن كل توبة صحيحة فمقبولة لا محالة فإن قلت:أ فتقول ما قالته المعتزلة،من أن قبول التوبة واجب على اللّه فأقول:لا أعنى بما ذكرته من وجوب قبول التوبة على اللّه،إلا ما يريده القائل بقوله إن الثوب إذا غسل بالصابون وجب زوال الوسخ.و إن العطشان إذا شرب الماء وجب زوال العطش.و إنه إذا منع الماء مدة وجب العطش.و إنه إذا دام العطش وجب الموت و ليس في شيء من ذلك ما يريده المعتزلة بالإيجاب على اللّه تعالى.بل أقول خلق اللّه تعالى الطاعة مكفرة للمعصية،و الحسنة ماحية للسيئة،كما خلق الماء مزيلا للعطش،و القدرة متسعة بخلافه لو سبقت به المشيئة.فلا واجب على اللّه تعالى.و لكن ما سبقت به إرادته

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست