responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 162

فلا يقبل المحو،الثاني:أن يعاجله المرض أو الموت،فلا يجد مهلة للاشتغال بالمحو.و لذلك ورد في الخبر[1]«إنّ أكثر صياح أهل النّار من التّسويف»فما هلك من هلك إلا بالتسويف.فيكون تسويده القلب نقدا،و جلاؤه بالطاعة نسيئة،إلى أن يختطفه الموت فيأتي اللّه بقلب غير سليم.و لا ينجو إلا من أتى اللّه بقلب سليم.فالقلب أمانة اللّه تعالى عند عبده،و العمر أمانة اللّه عنده.و كذا سائر أسباب الطاعة.فمن خان في الأمانة و لم يتدارك خيانته،فأمره مخطر.قال بعض العارفين :إن للّٰه تعالى إلى عبده سرين يسرهما إليه على سبيل الإلهام .أحدهما:إذا خرج من بطن أمه يقول له:عبدي،قد أخرجتك إلى الدنيا طاهرا نظيفا،و استودعتك عمرك و ائتمنتك عليه،فانظر كيف تحفظ الأمانة،و أنظر إلىّ كيف تلقاني.و الثاني:عند خروج روحه يقول:عبدي،ما ذا صنعت في أمانتى عندك؟هل حفظتها حتى تلقاني على العهد،فألقاك على الوفاء؟أو أضعتها فألقاك بالمطالبة و العقاب؟و إليه الإشارة بقوله تعالى أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ [1]و بقوله تعالى وَ الَّذِينَ هُمْ لِأَمٰانٰاتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ رٰاعُونَ [2]

بيان
أن التوبة إذا استجمعت شرائطها فهي مقبولة لا محالة

اعلم أنك إذا فهمت معنى القبول،لم تشك في أن كل توبة صحيحة فهي مقبولة.فالناظرون بنور البصائر المستمدون من أنوار القرءان،علموا أن كل قلب سليم مقبول عند اللّه،و متنعم في الآخرة في جوار اللّه تعالى،و مستعد لأن ينظر بعينه الباقية إلى وجه اللّه تعالى و علموا أن القلب خلق سليما في الأصل،و كل مولود يولد على الفطرة،و إنما تفوته السلامة بكدورة ترهق وجهه من غبرة الذنوب و ظلمتها.و علموا أن نار الندم تحرق تلك الغبرة،و أن نور الحسنة يمحو عن وجه القلب ظلمة السيئة،و أنه لا طاقة لظلام المعاصي مع نور الحسنات،كما لا طاقة لظلام الليل مع نور النهار،بل كما لا طاقة لكدورة الوسخ مع بياض الصابون .


[1] البقرة:40

[2] المؤمنون:8

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست