responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 157

إليه على مساعدة الشهوات ضروريا في حق كل إنسان،نبيا كان أو غبيا،فلا تظنن أن هذه الضرورة اختصت بآدم عليه السّلام.و قد قيل.


فلا تحسبن هندا لها الغدر وحدها سجية نفس كل غانية هند
بل هو حكم أزلى مكتوب على جنس الإنس،لا يمكن فرض خلافه ما لم تتبدل السنة الإلهية التي لا مطمع في تبديلها.فإذا كل من بلغ كافرا جاهلا فعليه التوبة من جهله و كفره.

فإذا بلغ مسلما تبعا لأبويه،غافلا عن حقيقة إسلامه،فعليه التوبة من غفلته بتفهم معنى الإسلام،فإنه لا يغنى عنه إسلام أبويه شيئا ما لم يسلم بنفسه،فإن فهم ذلك فعليه الرجوع عن عادته و إلفه للاسترسال و راء الشهوات من غير صارف،بالرجوع إلى قالب حدود اللّه في المنع و الإطلاق،و الانفكاك،و الاسترسال،و هو من أشق أبواب التوبة،و فيه هلك الأكثرون،إذ عجزوا عنه.و كل هذا رجوع و توبة.

فدل أن التوبة فرض عين في حق كل شخص،لا يتصور أن يستغنى عنها أحد من البشر،كما لم يستغن آدم فخلقة الولد لا تتسع لما لم يتسع له خلقة الوالد أصلا و أما بيان وجوبها على الدوام،و في كل حال،فهو أن كل بشر فلا يخلو عن معصية بجوارحه.إذ لم يخلو عنه الأنبياء،كما ورد في القرءان و الأخبار من خطايا الأنبياء، و توبتهم،و بكائهم على خطاياهم .فإن خلافى بعض الأحوال عن معصية الجوارح،فلا يخلو عن الهم بالذنوب بالقلب.فإن خلافى بعض الأحوال عن الهم،فلا يخلو عن وسواس الشيطان بإيراد الخواطر المتفرقة المذهلة عن ذكر اللّه.فإن خلا عنه،فلا يخلو عن غفلة و قصور في العلم باللّه،و صفاته،و أفعاله.و كل ذلك نقص،و له أسباب،و ترك أسبابه بالتشاغل بأضدادها رجوع عن طريق إلى ضده،و المراد بالتوبة الرجوع.و لا يتصور الخلو في حق الآدمي عن هذا النقص،و إنما يتفاوتون في المقادير.فأما الأصل فلا بد منه.و لهذا قال عليه السّلام[1]«إنّه ليغان على قلبي حتّى أستغفر اللّه في اليوم و اللّيلة سبعين مرّة»

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست