responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 153

و لم يخرج واحد في خبره عن وصف الفيل.و لكنهم بجملتهم قصروا عن الإحاطة بكنه صورة الفيل فاستبصر بهذا المثال و اعتبر به ،فإنه مثال أكثر ما اختلفت الناس فيه،و إن كان هذا كلاما يناطح علوم المكاشفة و يحرك أمواجها،و ليس ذلك من غرضنا،فلنرجع إلى ما كنا بصدده و هو بيان أن التوبة واجبة بجميع أجزائها الثلاثة.العلم،و الندم،و الترك،و أن الندم داخل في الوجوب،لكونه واقعا في جملة أفعال اللّه المحصورة بين علم العبد،و إرادته، و قدرته المتخللة بينها،و ما هذا وصفه فاسم الوجوب يشمله

بيان
أن وجوب التوبة على الفور

أما وجوبها على الفور فلا يستراب فيه.إذ معرفة كون المعاصي مهلكات من نفس الإيمان،و هو واجب على الفور.و المقتضي‌ عن وجوبه هو الذي عرفه معرفة زجره ذلك عن الفعل المكروه.فإن هذه المعرفة ليست من علوم المكاشفات التي لا تتعلق بعمل، بل هي من علوم المعاملة.و كل علم يراد ليكون باعثا على عمل فلا يقع التفصي عن عهدته ما لم يصر باعثا عليه.فالعلم بضرر الذنوب إنما أريد ليكون باعثا على تركها فمن لم يتركها فهو فاقد لهذا الجزء من الإيمان.و هو المراد بقوله عليه السّلام[1]«لا يزني الزّانى حين يزني و هو مؤمن»و ما أراد به نفى الإيمان الذي يرجع إلى علوم المكاشفة،كالعلم باللّه،و وحدانيته، و صفاته،و كتبه،و رسله،فإن ذلك لا ينفيه الزنا و المعاصي .و إنما أراد به نفى الإيمان لكون الزنا مبعدا عن اللّه تعالى.موجبا للمقت .كما إذا قال الطبيب،هذا سم فلا تتناوله فإذا تناوله يقال تناول و هو غير مؤمن،لا بمعنى أنه غير مؤمن بوجود الطبيب،و كونه طبيبا و غير مصدق به،بل المراد أنه غير مصدق بقوله إنه سم مهلك.فإن العالم بالسم لا يتناوله أصلا.فالعاصى بالضرورة ناقص الإيمان.و ليس الإيمان بابا واحدا،بل هو نيف و سبعون بابا،أعلاها شهادة ان لا إله إلا اللّه،و أدناها إماطة الأذى عن الطريق.و مثاله قول القائل.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 11  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست